الغرض من البدء بهذا المورد هو التعرّف على سمت الطريق والاستعانة بذلك على التعرّف على بقية موارده ومنازله المتجة شمالاً، وقد سبق لي أن حددت كل من: الحبل، البالدية، الغميم وهي على التوالي قري الملقا والبويردة والخاتلة.
وموردنا المويهة لا يلي هذه الموارد مباشرة فماذا قال الأقدمون.
قال صاحب كتاب بلاد العرب وهو يصف لنا الطريق: (ثم تمضي عن تعشار فإن أحببت وردت مويهة لضبة في قبل جبل يسمى الرحا، وبين هذا الجبل وبين الماء نحو فرسخين..)
فالمورد حسب الوصف يقع قرب جبل الرحا والمنطقة حالياً لا يوجد فيها هذا الاسم وإنما الوصف للجبل وللماء، إنه في قبل هذا الجبل فأين يكون عنه.
يقول نصر في كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج1 ص506: (باب رجام ورُخام: وأما بضم الراء والخاء المعجمة بلد في ديار طي وقيل بأقبال الحجاز: أي الأماكن التي تلي مطلع الشمس...)
.
فوصف الإقبال التي هي جمع قبل بأنها التي تلي مطلع الشمس أي أن ماءنا يلي مطلع الشمس من الجبل أي - تقريباً- الجنوب الشرقي وبالبحث عن قرية تحتوى على مورد وتقع عن جبل مطلع الشمس وجدت أن ذلك ينطبق على قرية برزة شمال (بالقرب) الأرطاوية وفيها إلى الشمال الغربي منها مرتفعات تبعد ما يقارب تسعة أو ثمانية كيلومترات عن البلدة وهو بعد يقع في مسافة نحو فرسخين الواردة في النص واسمها مريحة وهو اسم يقارب اسم الرحا وبرزة هي من هذه المويهة على طريق الكوفة التجاري من حجر اليمامة.
** **
- إعداد/ عبدالله بن عبدالرحمن الضراب