سهوب بغدادي
فيما أعد نفسي حديثة عهد بمضمار القيادة، أحببت أن أذكر لكم ملاحظاتي عن انفعالات وتصرفات الأشخاص على الطريق تجاه الأشخاص الآخرين أو بالأحرى (نفسياتهم) تجاه السيارات الأخرى. -النفسية الأولى تندرج ضمن السيارات الفارهة، فبمجرد اقتناء البعض وأكرر هنا (البعض) تلك السيارة الفارهة الموازية في قيمتها لشقة غرفتين وصالة، تتغير طبقات صوته وضحكته ليصبح أكثر فخامة على جميع الأصعدة. أتفهم أن من أنعم الله عليه بالمبلغ الكافي لشراء تلك الفئة من السيارات لن يفعل ذلك ولن يتصنع انتماءه إلى مستوى اجتماعي ليس منه والأهم من ذلك لن يغرق نفسه في حمل الأقساط الشهرية والصيانة وقطع الغيار المكلفة فما أجمل المقولة الشهيرة «مد رجليك على قد لحافك». كما تختلف ردود أفعال من في الطريق تجاه السيارات الفارهة على سبيل المثال: إعطاء المجال للسيارة الفارهة -ليس لصاحبها- للدخول أولا أو تغيير المسار وما إلى ذلك. -النفسية الثانية تندرج ضمن السيارات (حمالة الأسية) وهي على الأغلب العلامات اليابانية والكورية، فأغلب هذه الفئة إما مسترخية أو مشدودة الأعصاب نظرًا لأن الفئة المسترخية من طراز (السيدان) يندمج مع أغلب الشرائح الموجودة على الطريق، فيما تصاب الفئة الأخرى بالتوتر بسبب ظنهم بأن من حولهم يظنون بأنهم من (المفحطين). ولا أمانع أن أنتمي إلى تلك الفئة بفرعيها، فقطع الغيار وكل ما يلزم متوفر في وقت الحاجة ولكنني لم أحسم رأيي بعد. -النفسية الثالثة مخصصة لأصحاب السيارات المتوحشة أو (التركس) دون خلطها بسيارات النقل (الونيت) فهم إما أصحاب الرحلات والبراري أو شخص يرغب بعدم الاكتراث لمن على الطريق أو شخص خائف أو يعاني نقص ما. على كل حال، سيحترم من على الطريق ثلاثتهم. النفسية الرابعة مخصصة للدخلاء وهم أصحاب السيارات ذات العلامات الصينية، على الرغم من إحراز بعض العلامات الصينية نجاحًا ورواجًا لا بأس به في مجتمعنا فمن يلمحها سيراود نفسه عن اقتناء واحدة منها نظرا للمزايا والرفاهية التي تترافق معها بأقل الأسعار إلا أن الإجابة النهائية للبعض ستكون (بس صيني!!) فيما سيقتنيها ذوي القناعات العقلانية. ما زال الطريق طويل لكي نتقبل السيارات الصينية كتقبلنا للعلامات الكورية. -النفسية الخامسة تخصص للغمارة والغمارتين والربع إضافة إلى الشاحنات، فبمجرد أن ترى إحدى هذه السيارات اهرب اهرب أو افسح المجال فالبقاء للأقوى.