فهد بن جليد
اللهم لا حسد، ولكنَّك لن تفهم كيف يتم توصيل طلبك من بعض الأسر المنتجة (بسعر إضافي) وبسيارة خاصة ربما تكون (أغلى ثمناً) من سيارتك التي تقف أمام بيتك، إلاَّ إذا اكتشفت أنَّه سائقهم الخاص وأنَّها سيارتهم الخاصة، لتستدرك ماذا يمكن أن تصنع (أرباح) المنتجات عند البعض -وأنا هنا لا أعمِّم- وأتفهم أنَّ بيع المنتجات ربما هو الدخل الوحيد لأسر كريمة أخرى تبحث عن ستر الحال والاكتفاء عن السؤال، ولكن علينا الاعتراف بالمُقابل بأنَّ ارتفاع أسعار هذه المنتجات، أظهر لنا (أسر 5 نجوم) في هذه التجارة، هناك أشخاص يتفاجؤون عند الذهاب لاستلام طلبهم أو إرسال أحدهم لاستلامه أنَّه يصنع في بيوت كبيرة، وأحياناً في أحياء راقية؟ وهو ما يعني أنَّ بعض هذه الأسر تحسَّنت حالتهم المادية (الله يرزقهم) أو أنّ بعض المنازل الكبيرة انضمت للركب إمَّا لحب الطبخ (كهواية وتسلية) عند صاحبة المنزل، أو تجارة مُستقلة بلا رسوم ولا ضرائب -نتيجة للمكاسب الكبيرة- عبر تدريب عاملات منزليات للقيام بالمهمة بشكل مستقل، ومُزاحمة الأسر الحقيقية المنتجة.
ما زلت أطالب بتنظيم أكثر لعمل الأسر المنتجة، وبناء قاعدة معلوماتية ومرجعية لهم، وتصنيفهم لفئات بحسب نشاط كل فئة، إضافة لوضع نوع من الرقابة الصحية وفرض الكشف الطبي، ففي نهاية المطاف ما يقومون بالترويج له وبيعه هي مواد غذائية لها اشتراطات في مكان التصنيع والأدوات المستخدمة، صحة المجتمع أولوية مثلما أنَّ دعم هؤلاء أولوية أيضاً، فما زال هناك منتجات بلا تاريخ صلاحية، ولا تعرف حتى مكوناتها، أنا هنا لا أحاول التسبب في قطع رزق أحد أو أدعو لذلك -لا سمح الله- بل على العكس مثل هذه الخطوات التصحيحية ستحمي الأسر السعودية المنتجة من تدخل الأيدي العاملة الأجنبية، إضافة لاحترافهم هذا العمل بشكل صحيح وتطويره أكثر، ليصبح مصدر دخل حقيقياً مستمراً وكافياً.
جميعنا نودُّ دعم هذه الأسر بالشراء من منتجاتهم التي تصنع بحب وفي بيوت سعودية وعلى أيدي أمهات وبنات الوطن، لكن هذا التفاعل بدأ في التفاوت وربما توقف عند البعض، لأنَّنا نكتشف أنَّ بعض المنتجات التي نشتريها بأسعار مبالغ فيها من محلات الأسر المنتجة، تصنع على أيد مجهولة، لا ظهور ولا حضور لصانعيها، ولا عنوان لتلك الأسر، فمن يقوم بالتوصيل هم (عمَّال أجانب) بسياراتهم الخاصة التي يعرفون بها في الشوارع، ممَّا يعني لي ولغيري أنَّهم من يصنعون هذه المنتجات! الأرباح المرتفعة والمكاسب العالية والسوق الخالية من الرقابة تشجِّع على أكثر من ذلك، كل هذا جعلنا كمُستهلكين في حيرة -تائهين- بين (العمَّالة الصانعة) و(أسر الـ5 نجوم)، بينما نحن نبحث عن الأسر المنتجة الحقيقية بأسعارها المُعتدلة ولا نجدها!
وعلى دروب الخير نلتقي.