ميسون أبو بكر
كان لقاء قناة CBS NEWS بولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضرورة في ظل ما تواجهه المنطقة من إرهاصات سياسية ومستجدات على الساحة الإيرانية وخصوصاً بعد حادثتي بقيق وخريص وبعد التعنت الإيراني وعدم استجابتها للمبادرات السلمية التي طرحت تلميحاً أو تصريحاً من قبل فرنسا، حيث أجاب ولي العهد عن التساؤل الكبير الذي يراود كل منا ويترقبه العالم، حول الخيار العسكري للمملكة بعد استهداف شرايين النفط فيها، حيث قال إنها استهداف وتهديد للاقتصاد العالمي، والذي أكد عليه الأمير ببراعة القائد المحنك الذي يضع الكرة في ملعب العالم الذي يتحكم به الاقتصاد، ولعل إجابته فسرت عدم الرد العسكري واتخاذ أي مبادرة للحرب من قبل المملكة.
قضية خاشقجي التي تطفو على السطح بين وقت وآخر واستخدام البعض لها كورقة خاسرة، قال ولي العهد كلمته الفصل بأن القضاء سيأخذ مجراه وسيحاسب المخطئ أياً كان، وأنه كقائد مسؤول عن تحقيق هذا، وعن التأكد من عدم تكراره، وأكد في الأسئلة التي تكررت بصور مختلفة أنه لا يمكن أن يكون مسؤولاً أو مراقباً لتصرفات 3 ملايين موظف حكومي، وأنه «لا يوجد تهديد من أي صحفي على المملكة، التهديد هو وقوع هذا الأمر المؤلم لصحافي سعودي».
البعض الذي يتذرع بالمواقف الإنسانية ووضع المملكة في دائرة الاتهام لما يحصل باليمن، ويعرضون من وقت لآخر صور الجرحى والمشردين متجاهلين الدعم الإيراني للحوثيين والأسلحة التي يقاتلون بها الشعب وجيرانهم في المنطقة، وفتيل الحرب التي تسببت بها إيران وتوقدها ميليشياتها وأحزابها في المنطقة باسمها، ويتجاهلون عن قصد الأسباب المشروعة والتي باركتها الولايات المتحدة ودول أخرى حول شرعية الموقف السعودي في اليمن في الدفاع عن الشرعية وحماية حدودها وأراضيها من مخططات إيران الهادفة للتوسع والتخريب كما هو واضح في العراق وسوريا ثم لبنان التي تنقاد لحكم الحزب في الجنوب والذي لم يتورع أن يعلن الولاء في أكثر من مرة للفرس.
أكد ولي العهد أنه فتح جميع الطرق للحل السياسي في اليمن والذي لم تستجيب له إيران، بل تؤكد في كل خطوة وتعنت على مواقفها التخريبية وإشعال فتيل الحرب في المنطقة، وإن الحرب في اليمن إيران التي توقدها.
قائدنا المتفائل الذي منحنا الدافع للحياة والإنجاز والتفاؤل ومنح الشباب وقود النجاح كان في هدوئه وتمكنه وثقته وتصحيحه في أكثر من مرة جملاً مغلوطة في اللقاء بعث الثقة والزهو في نفوسنا التي تاقت لكلماته وظهوره التلفزيوني.
والمذيعة التي طرحت الأسئلة ذاتها لأكثر من مرة بقوالب مختلفة والتي شعرت وأنا أستمع إلى صوتها كأنه لرجل آلي؛ لها أن تلتقي الأطراف الأخرى إن سمحت لهم جرأتهم في الحوار والنقاش وأن تسأل: ما مبررات الحرب في اليمن ومبررات ضرب الاقتصاد العالمي عبر شرايين النفط في بقيق وخريص، واستهداف المطارات في المملكة وتدريب الحوثيين على العمليات الانتحارية والإرهابية في المملكة؟
ما مبررات مخالفة الشرعية اليمنية والتوسع الفارسي ومشاركة إيران بأيد خفية وظاهرة في حرب سوريا، وقلقلة الوضع الأمني في العراق!
ولماذا يسجن أو يموت ويختفي آلاف الصحافيين في تركيا وإيران؟ ولماذا لا تحصل المرأة في إيران على حقوقها؟ ولماذا يقمع أصحاب الرأي في عدد من البلدان؟ ولماذا لا تحاسب الدول التي تتستر على المجموعات الإرهابية وتدعم الفوضى في مصر وبعض دول العالم؟
بعد فتح مجال التأشيرة السياحية وتدفق السياح للمملكة حتماً ستكون فرصة لأولئك القادمين من العالم للاطلاع على نمط الحياة في المملكة وحقيقة الوضع بعيداً عن التشويه الذي يمارسه البعض ضدنا.
فلنتفاءل خيراً وحباً ومجداً.