أ.د.عثمان بن صالح العامر
نحن في المملكة العربية السعودية نمر بمرحلة مراجعة شاملة وكاملة لجميع الأنظمة المعمول بها، كما أن هناك جهوداً جبارة في إتمام هذه الأنظمة وتسهيل تطبيقها وضمان شموليتها لجميع جوانب الحياة وعلى عامة شرائح المجتمع بلا استثناء ودون تدخل بشري يعيق المساواة والعدالة حين التنفيذ ويولّد البيروقراطية المقيتة، وحتى يكون الواحد منا على بصيرة من أمره، وليضمن السلامة من المؤاخذة والمحاسبة كان لزاماً عليه الاطلاع على كل ما يصدر من أنظمة وتشريعات، ويعرف بشكل دقيق ما يترتب على مخالفتها من عقوبات، ليس هذا فحسب، بل عليه أن يقوم بدوره الرعوي في توعية أولاده وأهله وحتى العاملين تحت يده ليتجنبوا دفع الغرامة المقرَّرة على ارتكاب هذه المخالفة أو تلك سواء أكانت مرورية أو لها صلة بالذوق العام أو داخلة تحت مخالفات وزارة التجارة أو العمل.
إننا كما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين (دولة قانون) تحكمنا أنظمة واضحة ومعلنة للجميع ذات مرجعية ربانية متضمنة -كما هو معلوم- القواعد التشريعية العامة التي بها تتحقق المصلحة الجماعية.
وكما أن على الأسرة الدور الرئيس في التوعية بما جد من أنظمة لها مساس وعلاقة مباشرة بأفرادها شباباً وفتيات، فكذلك على المدارس والجامعات قراءة هذه الأنظمة على الطلاب والطالبات ونشرها في مواقعها الإلكترونية وردهات وساحات وممرات المباني المدرسية والجامعية خاصة لائحة الذوق العام التي أصدر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية الضوابط الخاصة بتطبيقها مطلع هذا الأسبوع والتي حددت 19 مخالفة يعاقب مرتكبها بغرامات مالية، ويأتي هذا التأكيد على وجوب نشرها والتوعية بها لأن غالبيتنا لا يقرأ ما يصدر من لوائح وتعليمات للأسف الشديد، ولأن شريحة عريضة من الشباب مقترف لما ورد في اللائحة على أنه مخالفة يعاقب عليها مالياً حين ارتكابها والوقوع فيها، وواجبه تغيير سلوكه وتبديل عاداته في الأماكن العامة على ضوء ما هو وارد في اللائحة هذه.
كما أن علينا أن نربي الجيل الجديد على أهمية الثقافة القانونية والاطلاع على جميع الأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية بدءاً من النظام الأساسي للحكم وانتهاءً بآخر ما صدر من لوائح وضوابط لها صلة مباشرة بسلوكنا الحياتي وهيئتنا الشخصية في الأماكن العامة، وهذا الأمر من أولويات المعارف الوطنية التي تنم عن شعور حقيقي بالانتماء والولاء لهذا الكيان العزيز بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.