عيسى الحكمي
- في مساء مختلف ضرب الهلال بالأربعة مرمى مضيفه السد القطري ليضع قدماً حسب العرف الرياضي في نهائي دوري أبطال آسيا 2019 ، لكن في واقع كرة القدم لا يزال أمام أزرق العاصمة شوط آخر في محيطه، حيث يجب أن يكون في الموعد ليكمل تألقه ويمضي نحو هدفه.
- شخصياً لست قلقاً على الهلال إلا من الهلال من نفسه، فالزعيم الذي ظهر في الدوحة كان هلالاً رائعاً، الطموح والخبرة اجتمعتا، والتمرّس وثقافة كرة القدم حضرت، والواقعية والذكاء تناغمت، فماذا سيكون غير الفوز ولا غيره؟
- كل ما في الهلال كان رائعاً في لقاء الذهاب، بدايةً من التحضير الذهني الرائع الذي قام به اللاعبون لأنفسهم، وتواصلاً مع الثقة التي لم تهتز لهدف عابر، وانتهاءً بالتنفيذ الناجح لجميع تفاصيل المباراة، فكان الختام رواية، وبكاء الخصم حكاية.
- لقد استطاع الهلال «حشر» خصمه في خانة الحقيقة، فبعد دقائق الاستكشاف بدأ نجوم الفريق في تنفيذ المهمة، هدف تلو الآخر، وتمريرة بعد الثانية، ومنظومة جماعية وأخرى تكتيكية، حتى فقد الواهمون صوابهم فانهار سدهم أمام أعينهم وفاضت الأمواج الزرقاء فأخفت معالم جدرانه.
- عندما تسجّل من جميع التفاصيل، الضغط على الخصم، التكتيك، الجماعية، فحتماً أن وراء ذلك عمل كبير قام به رجل له مكان في وصفة الفوز، إنه المدرب رازفان.
- من شاهد الهلال يتأخر في 3 مواعيد متتالية ويعود ضارباً بالأربعة والثلاثة ثم الأربعة مرة أخرى يجب أن يرفع القبعة لهذا المدرب الذي لم يكتف بذلك، بل منح الإسباني تشافي دورة متقدِّمة في خطط اللعبة.
- رازفان لم يعمل فقط على الجانب الفني، بل عمل على جانب الثقة، عندما يدفع بالشلهوب؛ فهو يعلن ثقته بهذا المنتج، ويتحدث لبقية الكتيبة بلغة صامته لكنها واضحة «أنا أثق بكم جميعا».
- وما دام الحديث عن الشلهوب فكلمات الحق لا تتردد عن مغازلته، قطار العمر يتقدَّم فعلاً لكن هذا المنتج لا يزال يتطور بدليل أنه قاد أزرقه لقتل المباراة بهدف للتاريخ وجعل الجميع يتذكَّر «الناس تكبر ويتغيّر حالها، إلا أنت غير الناس يا «محمد» تكبر وتحلو.
- مكاسب عدة عاد بها الهلال وتفرّد، انتصار مدو، وأرقام حصرية، ورقم تهديفي جديد، ونجومية المباراة، لكن الأهم هو الفوز والأداء وجميع ما سبق حضر بهلال مكتمل التوهج وأمواج هدت السد على رأس أهل الوهم!
- ختاماً..لا يصح إلا الصحيح حتى وإن حضر تميم!