باريس - واس:
نظّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في العاصمة الفرنسية باريس أمس، ندوة بعنوان ( دور المساعدات الإنسانية في دعم العلوم والمعارف بالمناطق المتضررة ) والمعرض المصاحب لها، كما وقع المركز مع منظمة اليونسكو عددًا من الاتفاقيات المشتركة لدعم قطاع التعليم في عدد من الدول المتضررة ، بحضور معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، ومعالي مديرة منظمة اليونسكو أودري أوزلاي، ومعالي وزير التربية والتعليم في جمهورية الصومال عبد الله جودا بري، ومعالي وزير التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية الدكتور عبد الله لملس، ومندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونيسكو ) الدكتور إبراهيم بن يوسف البلوي، وأصحاب المعالي، وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية والمختصين في الميدان التربوي والتعليمي وجمهور غفير.
وألقى معالي الدكتور عبد الله الربيعة كلمة أوضح فيها أن المملكة العربية السعودية منذ انضمامها كعضو مؤسس لمنظمة اليونسكو في لندن عام 1946 قامت بالعديد من المبادرات لتوطيد سبل التعاون المشترك وترسيخ رسالتها العالمية في التخفيف من معاناة المحتاجين في دول العالم المتضررة عبر تنفيذ مشاريع نوعية في المجالات الإنسانية والإغاثية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد معاليه أنه في ظل هذه المتغيرات المتزايدة لحالات الأزمات والطوارئ الإنسانية في عالمنا المعاصر، ظهرت الحاجة لمواكبة أحدث المستجدات لمعالجة هذه الأزمات وآثارها بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة ومن أبرزها القضاء على الفقر وتهيئة مجالات التعليم الجيد للجميع والمساواة بين الجنسين، وفرص العمل اللائقة ، وتحسين سبل العيش الآمن، والعدالة في إتاحة الخِدْمات الصحية والتعليمية وفرص العمل، لذا كان لابد من تكثيف الجهود المشتركة لاستدامة التعليم، وتطوير المعارف ، وبناء مجتمعات المعرفة، وتنمية المهارات والقدرات كوسائل عملية ناجحة في توليد الخبرات، وبناء المعارف التطبيقية واكتساب المهارات اللازمة من أجل مستقبل مستدام.
وأبان الربيعة أنه نظرًا لأهمية رسالة المملكة الإنسانية الدولية في توفير هذه الاحتياجات الحيوية، فقد أنجز المركز العديد من المبادرات النوعية التنموية والإغاثية والإنسانية التي تترجم القيم الإنسانية السمحة المتمثلة في العدالة والحيادية والمساواة وعدم التمييز وفقا لاعتبارات الدين أو العرق أو الجنس أو اللغة، ونبذ العنف والتطرف، وإرساء الشفافية والسلام، وتحقق أهداف التنمية المستدامة للمجتمعات المتضررة.
وعن الندوة أضاف الربيعة أنه استشعارًا للدور العالمي الذي تقوم به المملكة لتفعيل الشراكات المثمرة مع المنظمات الدولية الفاعلة في العمل الإنساني والإغاثي ، ولكونها عضوا مؤسسا لمنظمة اليونسكو، تأتي هذه الندوة والمعرض المصاحب لها بمثابة نوافذ إنسانية نستكشف من خلالها حجم الجهود الإنسانية والإغاثية التي تبذل حديثا، وأبرز الممارسات المستفادة في تطويع العلوم والمعارف وبناء القدرات وتوطيد سبل التعاون المشترك مع منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية الرائدة في هذا المجال عبر تمويل وتنفيذ المشاريع والبرامج المتخصصة في التعليم والتدريب وبناء القدرات في الدول المنكوبة لتمكين المتضررين من استعادة الحياة الكريمة وبناء المستقبل. وفي ختام كلمته أكد معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة سعي المملكة بوصفها أحد أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والمساهمة في هذه المجالات على مستوى العالم، للمضي قدما في استكمال مسيرة منجزاتها الدولية لمساعدة المحتاجين في المجتمعات المنكوبة بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لتعزيز سبل التطوير والدعم المشتركة من خلال تدشين المشاريع والبرامج التخصصية النوعية المتجددة، وابتكار مبادرات رائدة لبناء الأجيال الشابة في المجتمعات المنكوبة لتحقيق مستقبل مزدهر.