عثمان أبوبكر مالي
رغم أنه لم يمض من مسابقة بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين سوى خمسة أسابيع فقط (لا تزال الفرق تسخّن) إلا أن أصوات مسؤولي الكثير منها ارتفع بالشكوى من التحكيم وأخطاء الحكام، يحدث هذا في وقت اتضح فيه جلياً أن مسابقة الدوري ستكون هذا الموسم أكثر قوة وسخونة، فلم يعد هناك فريق ضعيف، ونتائج المباريات تقول ذلك، ويصادق عليه ترتيب الفرق حتى الآن، يكفي أن فريق الفيصلي يحتل المركز الثاني، فيما فريق الفتح بطل الدوري موسم (2012 /2013) يتذيّل الترتيب، وفي ذلك مؤشران لفوارق لن تكون بنفس السعة والمساحة التي كانت عليها في السنوات الماضية، والأسباب كثيرة، ولست بصدد الحديث عنها (فليس هو موضوعي).
ما أود لفت الأنظار إليه هو أن الأصوات سترتفع أكثر وأكثر والاحتجاجات ستزداد؛ إذا استمرت الأخطاء وبقي التحكيم بنفس المستويات الذي شاهدناه خلال الأسابيع الماضية، واستمر اختيار أسماء بمستوى أقل ومن خارج حكام (النخبة) العالميين، فيما المواجهات ستقوى وتزداد سخونة.
من سنوات والتحكيم في كرة القدم السعودية (الحلقة الأضعف) رغم تعدد الاتحادات وتغيّر رؤساء ولجان التحكيم، لكن الأخطاء تواصلت، وكأن (دعوة) أصابت تلك اللجان، فاستمرت السقطات تلاحقها، وقرارات (الاستغناء) عن رؤسائها تتكرر، إلى أن جاء الحل في الاستعانة بالحكم الأجنبي لإدارة المباريات الكبيرة، (الكلاسيكو والديربي) وبدأت تدرجاً بثلاثة طواقم في الموسم لكل فريق، ثم ارتفع العدد ليصبح في موسم 2016م ثمانية طواقم، من بينها إمكانية طلب الطاقم الأجنبي للمباريات التي على أرض المنافس، أما الحل الأكيد والمناسب فكان في منتصف موسم عام 2017م وتحديداً اعتباراً من الجولة التاسعة، عندما أصدر رئيس الهيئة العامة للرياضة (آنذاك) المستشار تركي آل الشيخ قرار (فتح المجال أمام الأندية للاستعانة بالحكم الأجنبي طوال الموسم الرياضي، دون عدد محدد للمباريات) مع تحمّل هيئة الرياضة كل التكاليف الخاصة بذلك، فكان ذلك الموسم من أفضل (مواسم) التحكيم في تاريخ الدوري السعودي، إن لم يكن الأفضل، اختفت فيه الأصوات والاحتجاجات، خاصة مع تولي الدولي الإنجليزي (مارك كلاتنبرغ) رئاسة دائرة التحكيم، واختياره الحكام الأجانب بانتقاء واضح، فحضرت أسماء مميزة من حكام النخبة في العالم، وجرت الكثير من المباريات الكبيرة والساخنة وسط رضا وقبول كثير من الأندية وجماهيرها، مع وجود أخطاء، كانت تصنَّف على أنها أخطاء (طبيعية) في عالم التحكيم، فيما أعطى اختيار الحكام الكبار وهجاً إضافياً للدوري السعودي خارجياً، حتى وإن كان ذلك على حساب الحكم السعودي، الذي كان (الجاني) على مسيرته بأخطاء السنوات التي قبل، ودعم كل ذلك بدء الاستعانة وتجربة تقنية الفيديو (الفار) في بعض المباريات (في الدوري والكأس) فكان موسماً مثيراً وأقرب إلى المساواة، وكان المنتظر أن يستمر ذلك ويتواصل ويصبح حضور الحكام الأجانب على نفس الوتيرة والانتقاء، وهذا هو الصحيح طالما أنك تدفع مبالغ طائلة، لكننا افتقدنا ذلك خلال الأسابيع الماضية في كثير من الاختيارات، وهو ما ينذر بالرجوع إلى الخلف، وعودة ملف (سوء التحكيم) والشكوى منه على السطح، قضية رأي عام، كما كان قبل موسم عام 2017م.. وتلك كارثة.
كلام مشفر
* التراجع في اختيارات حكام أقل مستوى في الجولات وصل ذروته في الأسبوع الخامس من الدوري، حيث تم إسناد مباريات اليوم الأخير في الجولة لحكام ليسوا دوليين، كما حدث في مباراة الوحدة والفتح في مكة (الطاقم الهولندي) ومباراة الاتحاد والشباب في الرياض (الطاقم البولندي).
* عملية التدوير التي تتم لبعض الحكام توحي بأن إحضارهم يتم بطريقة الحزمة أو التعليب (package) ويتيح ذلك لحكم الساحة أن يقود مباراتين، ويكون حكماً رابعاً لمباراة ثالثة، وحكم فيديو لمباراة رابعة وكأن العملية تتم على طريقة المثل الذي يقول (ما بعنا بالكوم إلا اليوم)!
* الفار (VAR) هو حكم تقنية الفيديو، ويتم وضعه لمساعدة حكم المباراة ودعمه في أخذ قرارات صحيحة؛ عبر مشاهدة المباراة عن طريق كاميرات متعددة داخل أرض الملعب، ومن ثم التواصل مع الحكم الرئيسي والاقتراح عليه إذا كانت هناك أخطاء واضحة لم يشاهدها أو مراجعة قرارات له اتخذها، والظاهر أن غرف الفار في بعض ملاعبنا تحتاج إلى مراجعة دقيقة، سواء من حيث الأسماء التي يتم اختيارها والقيام بدورها، أو حتى جاهزية (التقنية) نفسها في الغرف سواء كاميرات المشاهدة والمتابعة أو الإعادة، لأن أغلبها إما أنها لا تعمل أو أن حكام الفار يتجاهلونها فيأتي عملهم متناقضاً وتتباين القرارات في المباراة الواحدة!