خالد بن حمد المالك
شركة أرامكو السعودية ليس كمثلها شركة في العالم، من حيث التنظيم والتخطيط وكفاءة العناصر البشرية، ومن حيث البيئة الحاضنة لأعلى المستويات في الممارسة الإدارية، مع ما تتمتع به الشركة من خبرات ثرية في صناعة النجاح دون حدود لسقف مستهدف، هكذا قرأنا عنها، وشاهدناها على الطبيعة، واستمتعنا بما رأيناه رأي العين فيها، بما لا يمكن أن يكون الانطباع عنها بأقل من النظر إليها على أنها الشركة العملاقة الأولى على مستوى العالم.
**
زيارة شركة أرامكو السعودية ولو لساعات، ولقاء قياداتها، ومشاهدة عروض عن أهم أعمالها، سوف تشكِّل لدى الزائر صورة ذهنية إيجابية، وترسم في ذهنه انطباعًا مبهرًا، وتقوده إلى الثقة والتأكد من أنه في عالم أرامكو الساحر بكل خصائصه وإنجازاته، بما لا مقارنة بينها وبين أي شركة عالمية مماثلة في تخصصها، فقد وقفنا في زيارتنا لها على ما عمَّق شعورنا بالفخر أن تُدار أكبر شركة ومصدر للنفط بهذه العقليات السعودية المتميزة.
**
في الزيارة التي لم تستغرق سوى بضع ساعات شاهدنا واستمعنا واستمتعنا بجانب من الصورة الجميلة لأرامكو بتجهيزاتها وبشرها وآلياتها، بالأرقام والإحصاءات والمقارنات مع غيرها، عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها، عن تلك الطموحات والآمال والسياسات التي تُدار بها هذه الشركة العملاقة، وعن مكانتها عالميًا، وأنها مصدر تنشيط وتحريك للاقتصاد في العالم، بما لا منافس لها، أو غنى عنها.
**
انفتاح أرامكو السعودية إعلاميًا في الداخل والخارج ضرورة مهمة، ويجب أن يصاحب ويتزامن هذا الانفتاح الإعلامي مع طرح الـ5 % منها للاكتتاب في السوق، وعدم الانكفاء على نفسها، أو الاكتفاء بسمعتها وبما هي عليه من نجاح عن وضع وسائل الإعلام أمام معلومات موثقة عن تجاربها وإمكاناتها وتميزها، فهناك مؤشرات وقياسات ومعلومات وإحصاءات على الإدارة العليا أن تحدد ما هو ضروري ومطلوب أن يتم الإعلان عنه، وتسويقه، ليكون العالم أمام هذه الحقائق في معرفة عن أهم سلعة وشركة لا غنى للاقتصاد عنها.
**
برنامج الزيارة السريع ضم جولات مهمة في مراكز تقنية شملت مركز تخطيط وتنظيم توريد النفط، ومركز التنقيب وهندسة البترول، ومركز الثورة الصناعية الرابعة، وندوة وجلسة نقاش مع رئيس الشركة المهندس أمين الناصر وفريق الإدارة العليا والقياديين التنفيذيين، وعروضًا عن أهم أعمال أرامكو السعودية، ومع هذا البرنامج كانت صورة أرامكو الجميلة تتحرَّك أمام أنظارنا، لكن ما زال هناك الكثير مما ينبغي أن يُقال ويُعلن عنه، فأرامكو لا نستطيع أن نختزل عالمها بما شاهدناه أو استمعنا إليه، فهناك ما هو مهم، وهو كثير وكبير وعظيم.
(يتبع)