في صباح يوم الأربعاء الموافق 26 من شهر المحرم 1441هـ توفي عمي عبدالرحمن أبو وهيب بعد مرض ألم به قرابة الشهر.
عرفت عمي منذ بداية التسعينات الهجرية وقد كنت مرافقاً له عندما ذهب إلى جامعة الرياض آنذاك وذلك من أجل استلام شهادة البكالوريوس تخصص (اجتماعيات). كان مربياً ومعلماً فاضلاً حيث التحق بوزارة المعارف آنذاك معلماً لمادة الاجتماعيات وكنت متواصلاً معه في كل حين وعرفته عن قرب وعرفته أكثر عندما تزوجت بابنته الكبرى.
فكان نعم العم ودائماً ما ينصحني في أمور ديني ويقول كن مع الله دائما وسوف يكون التوفيق ملازماً لك. ويحثني في الاجتهاد في عملي ويقول إن العمل عبادة وأمانة لا يستطيع أي بشر أن يراقبك ولكن كن أنت رقيب بنفسك وأدِّ ما أؤتمنت عليه في عملك وسوف تجد النجاح والتوفيق حليفك في الدنيا ومثوبة رب العالمين لك في الآخرة بالجنة.
وفي مرضه أوصاني بوصايا عدة وأسر لي بما في قلبه تجاهي ونحوي وكان زاهداً وربما لا تهمه الدنيا أبداً وأجزم من خلال معرفتي له بأنها لا تساوي بعوضة عنده كان همه طاعة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن.
كان قمة في الزهد والتواضع يمازح الصغار والكبار ودائماً مبتسماً، وكان واصلاً للرحم بشكل لم أرَ مثله في حياتي وكان منظماً وقته في صلة الرحم ويصل أقاربه جميعاً وخاصة من عليهم الحق في صلته.
كان متسامحاً من الجميع من يعرف ومن لا يعرف ولا أذكر في يوم من الأيام أنه زعل على أي شخص قريب أو بعيد.
كان يقدم الهدايا البسيطة بشكل دوري ومنتظم على أقاربه وأرحامه.
كان كثير التصدق على الفقراء والمساكين وكان ذا قلب أبيض نظيف لا يحمل غلاً على أحد ولا يحسد أو يغتاب أحدا البتة. ولم أسمع منه طوال مرافقتي له وزيارتي أن انتظر أحد وتكلم في أحد ولا أعرف له خصومة أو خصوم مع أي شخص بل كان محبوباً من القريب والبعيد، بل أكاد أجزم بأنه لا يوجد في نفسه على أحد من المسلمين غشاً ولا يحسد أحدا على ما أعطاه الله إياه.
كما قال الرجل الأنصاري - الذي شهد له النبي بدخول الجنة - صاحب عبدالله بن عمرو بن العاص الذي بات عنده ليتعرف على الأعمال التي أدخلته الجنة وشهد له النبي بذلك. حيث أجاب الأنصاري بأنه لا ينام وفي قلبه أو نفسه على أحد من المسلمين غشاً ولا يحسده على ما أعطاه الله إياه (هذه التي بلغت بك هي التي لا تطيق) !!
أدعو الله له بأن تكون تلك الصفة التي تحلّ بها عمي وعرف بها أن تكون سبباً لدخوله الجنة.. أحبك الله يا أبا وهيب فحبب الناس إليك.
اللهم ارحم عمي رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
** **
- سلطان حمد الوهيبي