لاتسألي عن فرحتي ووداد
فأنا الذي أدعو لها وأنادي
وأراقب الدنيا وأصغي علها
تحظى بحب شبابها الأجناد
هي دولة عظمى لها تاريخها
بنزول دستور لها في الوادي
قد خصَّها رب العباد بكعبة
وبطيبة دفن النبي الهادي
عاش الصحابة بعده في طابة
فتحوا المدائن بالهدى السياد
مرت سنين أظلمت ساحاتها
وتفرّقت تلك النفوس بداد
والناس يرجون الأمان لعيشهم
هيهات من يأتي لها وينادي
ليجمّع الأجساد بعد تفرّق
ويضمّد الأجراح في الأوراد
فالليل إن طالت بنا سنواته
لا بد من صبح لنا مياد
لكن لقد هاض التراب ملامحي
فلبثت مثل البلبل الوراد
أشدوا برنات النياحة والأسى
مشبوبة بعواطفي وفؤادي
غرد ففي تلك السهول مناطق
ترنو إليك بناظر وآيادي
غرّد ففي قلبي إليك مودة
ستعود بعد الله بالأمجاد
وانشد أناشيد الجمال فإنها
روح الوجود وقوة للشادي
جرداء قد جاء الشجاع مسالماً
وموحّداً صحراءها بالضاد
بل همه إنقاذ شعب خائف
متشتت متجلّل بسواد
رتل كتاب الله أنت تقودهم
واصدح وأسمعهم كلام الحادي
وتجانست تلك القبائل أخلصت
في حب أرض خصها بمداد
لتنام في حضن المليك يسوسها
بالدين والقرآن فهو الهادي
أمن الحجيج يهمه في وحدة
لله ما هذا التلاحم عادي
عبدالعزيز أعادها في حنكة
يدعو بنصر الله للإسعاد
ساد البلاد ومثله متمكن
وزئيره يخشاه كل معادي
وضعت دعائمها وأرسى ملكه
من نجدها لحجازها للغادي
أبناؤه من بعده عاشوا لها
هم أخلصوا للشيب والأحفاد
يا خادم الحرمين طابت بلدة
خيراتها وأمانها بزياد
لقبت نفسك خادماً من طيبكم
يدعو لها في نعمة ورشاد
وتعطّرت في العام أعظم دولة
في الكون تبني شعبها بسداد
فتزيني بالدين أجمل درّة
هذا الجمال مخصص لبلادي
والآن في نعم تفيض بحورها
وعلى الجميع الشكر والأفراد
سعودية تسعى وربي حافظ
أنعم بمن سلك الهدى لحصاد
فأنا سعودي عزيز شامخ
بالعلم والأخلاق والأوراد
** **
- شعر: عبدالله بن سعد المطوع