تعيش المملكة هذه الأيام أفراح اليوم الوطني الـ(89) وتوحيد هذه البلاد الطاهرة؛ فقد وفّق الله العلي القدير الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لتوحيد معظم مناطق الجزيرة العربية في دولة واحدة من أقصى جبالنا في الحد الجنوبي حتى أطراف الصحراء العراقية والأردنية شمالاً، ومن البحر الأحمر في الغرب حتى الخليج العربي شرقًا. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا أتقدم -باسمي ونيابة عن جميع منسوبي جامعة شقراء- بالتهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظهما الله- بمناسبة اليوم الوطني. فاليوم نتذكر ماضي الأجداد حين تجمعت القبائل والمدن والحواضر والقرى حول الملك عبدالعزيز، وعاهدت الله ووعدت المؤسس على حفظ دين الله، والوسطية في النهج والدعوة، ووحدة الأرض والسكان.
اتجهت الدولة للنهوض والنقلة التحديثية لنمط العيش من حياة الصحراء ذات الموارد الشحيحة إلى تعدد مصادر الدخل؛ فتدفقت الخيرات -بإذن الله- مما سرّع في التحضر وتحديث أنماط الحياة وقوة الاقتصاد.. فالتنمية الحضارية تمت عبر محاور عدة، منها التعليم الجامعي الذي تجاوزت مؤسساته (40) جامعة حكومية وأهلية، والعشرات من الكليات.. فقد ضخت الدولة الميزانيات السنوية، ومدت الجامعات مليارات الريالات لبناء المدن الجامعية والمستشفيات الجامعية؛ فكان نصيب جامعة شقراء الفتية المليارات، وهي من ضمن الجامعات الناشئة التي خطط لها أن تغطي المحافظات، فدعمت بمنشآت شاملة، منها المدن الجامعية والكليات الأكاديمية، وشملت معظم التخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل، وقبل ذلك كانت الدولة قد أكملت خطط جامعات المناطق والمدن الكبيرة، وهذا ما شددت عليه التوجهات من خلال نظام الجامعات الذي ميّز الجامعات؛ لتكون بيتًا للخبرة، وتؤدي دورها داخل المجتمع بنشر التعليم الجامعي في جميع مناطق ومحافظات المملكة؛ حتى تتساوى الفرص بين أبناء الوطن، ويحدث التوازن التنموي بين المناطق والمحافظات؛ وخير شاهد لتساوي الفرص جامعة شقراء التي تقدم خدمة تعليمية جامعية لناحية غالية من وطننا العزيز شمال غرب منطقة الرياض، الشريط الجغرافي الواسع والكبير الذي يضم (9) محافظات. ويبلغ سكان النطاق الأكاديمي لجامعة شقراء أكثر من نصف مليون نسمة. وقد تولت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية بناء (3) مدن جامعية، وأكثر من كلية للطلاب والطالبات في كل محافظة ومدينة كبيرة داخل النطاق الأكاديمي.
ونحن على مشارف بداية التحول الوطني 2020، وهو أحد برامج رؤية المملكة 2030، ونستعد لقفزة صناعية جديدة، وستكون الجامعات ضمن محاور هذه القفزة الصناعية؛ فقد وضعت الرؤية 2030 السعودية على قاطرة التطوير؛ لتكون ضمن الدول الكبرى التي تستعد للدخول في الثورة الصناعية الرابعة العالمية.. وتعمل السعودية على أن تكون بين هذه الدول ممن تتقدم علميًّا إلى الصفوف الأمامية. ومن الخطوات الاستباقية ما تحقق في مجال الأمن السيبراني الذي يعد من أسلحة الدول في حروب التكنولوجيا الحديثة.. وأيضًا من دفاعات الدول عن أنظمتها الحاسوبية والمالية والإدارية والهندسية.. فبلادنا أكرمها الله قيادة واعية ومخلصة لدينها ووطنها وشعبها؛ لذا تحققت لها أهدافها.. كما أكرمها الله بوطن كبير بمساحته والبيئات المتعددة في تكوينه وبنياته التي تضم خيرات عديدة، هي أطهر البقاع، وفيها الكعبة المشرفة والمسجد الحرام وقبر سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- والمسجد النبوي، وعلى أرضها سيرة النبي الكريم وصحابته من الخلفاء الراشدين، وحباها الله بخيرات: النفط والغاز والمعادن والموقع الاستراتيجي بين قارات العالم. هذه مرتكزات تقوي من شأن بلادنا أمام أمم العالم.
وشاركت بلادنا دول العالم في محاربة الإرهاب، مثل حربها ضد القاعدة وداعش والميليشيات الإيرانية التي استفادت من الربيع العربي في خلق فوضى سياسية واجتماعية في كل وطن من أوطاننا العربية. ولولا عون الله توفيقه بأن جعل السعودية الدرع والصخرة القوية ضد الطامعين في الوطن العربي لكان الوطن العربي بحيرة من الكوارث. أيضًا ما هذا الالتفاف والتأييد من دول العالم لبلادنا السعودية بعد تعرُّض معامل بقيق وخريص لعدوان من جماعات وأسلحة إيرانية إلا تأكيد على التأييد العالمي للسعودية، وعلى مكانة المملكة بين الدول سياسيًّا واقتصاديًّا.
حفظ الله قيادتنا وبلادنا من أي مكروه، والدعاء لشهداء الواجب في جميع حدودنا بالمغفرة والرحمة وجنات النعيم.
** **
د. عوض بن خزيم الأسمري - مدير جامعة شقراء