فهد بن جليد
الأمير محمد بن سلمان ظهر كعادته مُبهراً ومُلهماً وهو يجب على أسئلة المذيعة نورا دونيل في حواره مع برنامج (60 دقيقة) على قناة CBS الأمريكية الذي بث -فجر يوم أمس الاثنين- العالم كله كان يترقب وينتظر هذا اللقاء المهم والكبير الذي تطرق لمواضيع سياسية واقتصادية تهم الرأي العالمي، وعلى رأسها الهجوم على معملي النفط في بقيق وخريص، وموقف السعودية من إيران، والحرب في اليمن، وقضية جمال خاشقجي التي يحاول البعض استغلالها بطريقة رخيصة، إضافة لمواضيع أخرى حول المرأة والتطور والتنمية في السعودية. أهمية اللقاء تأتي من (أمرين) الأول هو المكانة الكبيرة (لشخصية الضيف) سمو ولي العهد ولبلاده المملكة العربية السعودية، والأمر الآخر هو اهتمام العالم بمُختلف دوائره (السياسية والاقتصادية) برأي ووجهة نظر الأمير محمد بن سلمان كأحد أهم (صُنَّاع المُستقبل) في العالم، وهو ما أكَّده إجراء (اللقاء الثاني) معه في هذا البرنامج الشهير، على واحدة من أكثر القنوات الأمريكية انتشاراً ومُتابعة وتأثيراً في الرأي العام الأمريكي.
ما سيحدث مُستقبلاً بعد استهداف معملي النفط في السعودية جعله الأمير محمد مرهوناً بتحمّل العالم لمسؤولياته تجاه ما تقوم به إيران، فأسعار النفط ستصل إلى أسعار خيالية لم نعهدها من قبل، إذا لم يتخذ العالم موقفاً قوياً لردع إيران المتورِّطة بغباء في هذا العمل الذي لم يستهدف السعودية فقط، بل استهدف أكثر من 5 بالمائة من إنتاج العالم من النفط، لغة الاقتصاد تلك التي يفهمها العالم ويُصغي إليها جدياً أرفقها سمو ولي العهد بالتذكير في معرض إجاباته بأنَّ السعودية تسعى دائماً للحلول السياسية وتدعو لها في اليمن والتي ستتحقق في حال توقفت إيران عن دعم الميلشيات الحوثية، مُذكِّراً أنَّ الجميع يسعى لنجاح مفاوضات أمريكا مع إيران، مؤكداً أنَّه كزعيم يجب أن يظل مُتفائلاً كل يوم.
بكل ثقة وكقائد شجاع قطع الأمير محمد بن سلمان الطريق على من يُحاولون المُتاجرة بقضية خاشقجي مع قرب حلول الذكرى الأولى لها، عندما قال أتحمَّل (المسؤولية) حتى لا تتكرَّر قضية جمال خاشقجي لأنَّ المُتهمين بالقيام بها موظفون يعملون لصالح الحكومة السعودية، وبالتالي علي اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنّب مثل هذا الأمر في المُستقبل، واعداً بمُحاسبة من يثبت تطوره في هذه الجريمة التي وصفها (بالبشعة) عن طريق القضاء، مُؤكداً أنَّه من المُستحيل أن يرسل 3 ملايين شخص يعملون لصالح الحكومة تقاريرهم اليومية إلى (ثاني رجل في الدولة). سمو ولي العهد ظهر واثقاً في هذا اللقاء وهو يدعو الجميع لزيارة السعودية والتعرّف على الواقع لا سيما مع النظرة الضيِّقة عند البعض بأنَّ المرأة تتعرَّض للقمع في بلادنا، مُختتماً حديثه بكل تواضع وثقة بإجابة القناة: الأنبياء أخطأوا.. فكيف بنا نحن، لكن المهم أننا إذا أخطأنا أن نتعلّم من أخطائنا ونتأكد أنها لن تتكرر. إجابات الأمير محمد كانت واضحة وصريحة ومباشرة، وتحمل معانيَ وقيمة كبيرة جداً ستبقى حديث أروقة السياسيين والإعلاميين ومنصات التواصل الاجتماعي طوال الأيام المقبلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.