د. صالح بكر الطيار
تسعى إيران منذ أمد إلى تغيير سياساتها في نشر الفوضى في الدول المجاورة فقد دأبت منذ سنين طويلة على إثارة العصبية الطائفية وزرعت لها مروجين لفتنتها في الدول التي تجمع الطائفتين السنية والشيعية ورغم محاولاتها المتكررة لم تلبث هذه الفتن أن تهدأ وانكشف وجه إيران الأسود ومخططها الخبيث في استغلال الصدامات تحت الطائفية المقيتة.
ومنذ سنين وهي تدعم الحوثيين بالسلاح وتدعم حزب الله في لبنان والأخوان المسلمين وتجند خلاياها في كل البلدان للتجهيز لإثارة الفوضى والتدمير التي جنت فيها على نفسها بأن تم اكتشاف أمرها فقد وضحت معالم تورطها في كل بلدان العالم وكان آخرها ما كان لها من تدبير وتخطيط ووقوف في دعم ميليشيات الحوثي ذراع «فتنتها» في اليمن لتوجيه العداء على السعودية وتوجيه عشرات الصواريخ الباليستية وغيرها والطائرات المسيرة على الأحياء السكنية والمطارات وترهيب الآمنين، وقد أمضى موفد الأمم المتحدة شهوراً في اليمن باحثاً خلف هدنة يخترقها الحوثيون بعد مغادرته، فهم متخرجون من مدارس ولاية الفقيه التي لا تراعي للأمانة ولا العهد مقداراً والتزاماً بل أنها نموذج صريح للنكث بالعهود والإخلال بالاتفاقيات.
وبعد حادثة أرامكو الأخيرة التي وقفت إيران في تورط وإدانة دولية خلفها ننتظر التحقيقات ولا نعلم ما هو رد إيران إزاء ذلك ففي كل مرة تنكر وتهرب بعد ضلوعها في أي حادثة حتى أنها تدلي بتصريحات تثير السخرية في محاولة تمرير مكرها الأزلي إزاء مجتمع دولي ونحو تحالف انكشفت أمامه بكل معاني الإدانة في عملياتها التي استهدفت أمن الخليج وضلوعها في تدمير القوى السياسية في لبنان والعراق ودول المغرب العربي ووصولها إلى أفريقيا ودعمها للجماعات المسلحة والضالة من أجل زعزعة الأمن الإقليمي والدولي.
الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة، فالعقوبات على إيران منذ سنوات طويلة وبما أنها ونظامها رأس الأفعى فلا تزال تراوغ وتلعب وتزرع الفتن وتثير الفوضى وتجند الموالين لها من الميليشيات المسلحة لذا فإنها تحتاج إلى دروس جديدة أكثر قسوة وأشد تطبيقاً في سبيل وقف هذه المهازل وتلك الأجندات الخبيثة التي تسعى إيران من خلالها إلى نشر سمومها في كل أرجاء الدول في ظل اختراق صريح لاتفاقيات ومعاهدات الأمم المتحدة، لذا فإن العالم بأسره ينتظر عقوبات جديدة على إيران ونظام الملالي فيها حتى يرى الجميع هزيمتها واندحارها وتوقف مخططاتها حتى تنعم الدول والشعوب بحياة آمنة مطمئنة وحتى تكون إيران عبرة لمن سار على نهجها ومضى على مخططاتها الدنيئة.