د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
عند التأمل فيما قاله كبار قادة العالم في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بدءا بما قاله ترمب وزاده توصيفا رئيس وزراء اليابان وآخرون اعتبروا الاعتداء على أرامكو في 2019/9/14 بمثابة اعتداء على مصالح واحتياجات شعبية يمكن توصيف هذه الدورة بدورة أرامكو ولن ينساها العالم مع مرور الزمن باعتبارها وصمة عار على جبين نظام الملالي العدائي في إيران تجاه العالم وليس فقط تجاه المملكة العربية السعودية والعرب. لم تحقق المملكة مبتغى الملالي برفع أسعار النفط بسبب أن الإجراءات السريعة خيبت آمال الملالي بسبب أن السعودية تمتلك مخزون نفطي 188 مليون برميل استخدمته من أجل جعل الأسعار تتراجع تراجعا حادا في 2019/9/17 بعد تصريح السعودية بعودة كامل الإنتاج في غضون أسابيع بعدما قلصت إنتاجها إلى النصف ولم تحقق السعودية لإيران هدفها من خطر حدوث صدمة معروض عنيفة في سوق تهيمن عليها في الأشهر الأخيرة مخاوف الطلب وتباطؤ النمو العالمي.
نسيت إيران أن أرامكو عملاق النفط السعودي أنه مستعد لمثل تلك الظروف ويمتلك خطط طوارئ حيث أنه يمتلك مخزوناً إستراتيجياً بجانب أن أرامكو أظهرت القدرة على الاستجابة لمثل هذه الأزمة بسرعة بالإضافة أن الشركة تمكنت من طرح المعلومات بطريقة هادئة ومطمئنة ليراها المستثمرون والمراقبون.
المملكة أثبتت بتصرفات شركة أرامكو كشركة عالمية من أنها دولة محورية مسؤولة ولاعب دولي كبير ومهم في الساحة الدولية على كافة الصعد وخصوصا في سوق النفط العالمية ما مكّنها من الحصول على الدعم المعنوي من الدول الأخرى في العالم باعتبار أن الكل مهتم باستقرار أسعار النفط العالمية.
فشل ملالي طهران في تحقيق رغبتهم في رؤية السعوديين منكسرين ومزعزعين انتقاما من حرمانهم من تصدير النفط، لكن تلك الهجمات رغم أنها تسببت في وقف إنتاج 5.7 مليون برميل من أجل زعزعة صناعة النفط العالمية التي كانت تستهدف الاقتصاد العالمي من خلال تدمير بنية أرامكو لكن تركت أثرا معاكسا إيجابيا لصالح السعودية إصطف إلى جانبها العالم فيما زادت في المقابل من رقعة العداوات للملالي في العالم.
شركة أرامكو شركة عالمية رائدة يتواجد فيها نحو 70 ألف موظف استطاعت إثر التحرك السريع لاحتواء الحرائق واستعادة إنتاجها النفطي بأسرع وقت من المتوقع إلى 11.3 مليون برميل يوميا بالتزامن مع الاستعداد للإعلان عن خطة الطرح تعتمد على ظروف السوق والطلب من جانب المستثمرين وتدرس السعودية مضاعفة الحصة التي ستعرضها في طرح عام أولي طال انتظاره لعملاق النفط أرامكو السعودية يصل إلى 10 في المائة من الشركة للبيع وهو ما يضاعف النية المعلنة للسعودية منذ وقت طويل لإدراج حصة قدرها 5 في المائة فقط.
وقبل هجوم إيران على أرامكو هناك اتفاق سعودي روسي على ضرورة تنفيذ جميع الأطراف لاتفاق أوبك+ ، حيث يرى الطرفان أن السوق هي التي تحدد الأسعار ومهمة الطرفين مراقبة تنفيذ الاتفاق والعوامل الأساسية في السوق، بل إن إيران منزعجة من العراق التي تراها دولة تابعة لها حيث صرح وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في 2019/9/11 أن أوبك وحلفاءها سيناقشون ما إذا كان هناك ضرورة إلى تعميق تخفيضات لإنتاج خلال اجتماع جرى في 2019/9/12، فخيار أوبك كان خفض الإنتاج لرفع الأسعار المتراجعة، فإيران ترى أن عليها إرباك إمدادات أوبك وبشكل خاص إرباك إمدادات في أكبر دولة وهي السعودية، ولم تتوقع الملالي أن السعودية حققت مكاسب إزاء ما أقدمت عليه إيران في الهجوم على أرامكو.