عثمان بن حمد أباالخيل
الخط الأحمر، والضوء الأخضر عبارتان متناقضتان مختلفتان في استخدامهما في حياتنا. الخط الأحمر خط وهمي يرسمه الإنسان لنفسه ولا يسمح لأحد بتجاوزه، فهو يعبّر عن حدود وقيم رسمها لنفسه، والخط الأحمر يستخدم في السياسة أكثر بصورة كبيرة وبدأ استخدامه في عام 1962 ميلادية. الضوء الأخضر، ضوء يعطي الإشارة بالبدء والتنفيذ، وهذا اللون يدل على النقاء، والطبيعة، والنمو، والتفاؤل، والتجديد المستمر، والقوّة، والنشاط، والحيويّة، والخير، والسلام والنضارة، والتغيير. واللون الأحمر يعبِّر عن الجرأة الحب الشجاعة، والتحدّي، والقوّة، والدفء، والطاقة الإيجابية.
يتبادر إلى ذهني سؤال ما هو الخط الأحمر في حياتك الذي لا تسمح لأي إنسان آخر بتجاوزه ولو كان من أقرب الناس؟ بالتأكيد تختلف الإجابات وتتنوَّع حسب ما يراه كل إنسان، لكن هناك خطوط حمراء متفق عليها عند الجميع ومنها الكرامة، التجريح والإهانة. كم هو صعب أنْ يبدأ الإنسان بتحريك الخط الأحمر في حياته إلى الوراء ويبدأ بالتنازل والتنازل.. فإلى متى يستمر بالتنازل. أحياناً هناك من يتنازل بهدف الحصول إلى ما يرضيه لكنه على حساب قيمه ومبادئه مع هذا فهو يغض النظر، وفي المقابل هناك من يرفض التنازل والتمسك بخطه الأحمر وعدم تحريكه هذا ولو أخذه إلى موقف ومكان غير محبب. فيا من تتنازلون وتحركون خطوطكم الحمراء في حياتكم تذكّروا أن تحريكه مسؤولية، وتحريكه تجريح للنفس البشرية.
الضوء الأخضر لا تبخل في إعطاء الضوء الأخضر، ولا تتردد في إعطائه لمن هم حولك، لمن تعِزّهم وتقدّرهم وكن كريماً، ولا تكسر قلوباً وتحطّم تطلعات وأسعد الآخرين يسعدك الله سبحانه وتعالى. وفي المقابل لا تعطه لمن يسيء استخدامه وكنْ ملتزماً وقوياً حين ترفض إعطاءه. أقتبس (امنحيني الحب.. كي أصبح أخضر) نزار قباني. إن إعطاء الضوء الأخضر عبارة عن اتخاذ قرار، واتخاذ القرار يحتاج إلى عدة خطوات لتصل إلى القرار الصحيح. والضوء الأخضر مرة أخرى إشارة أمان ومرور وسلامة، وعند إشارة المرور الخضراء الجميع يمضون في سكينة وللأسف هناك من يتجاوز الإشارة الحمراء فيسبب لنفسه وللآخرين الأذى. إن انتظار الإشارة الخضراء في حياتنا وأخذها وطلبها حين يحين وقتها دليل على النضج والوعي. أحياناً نقوم بالتنازل في حياتنا الاجتماعية للطرف الآخر إبقاءً للعلاقات الإنسانية على اختلافها فهل هذا يعتبر تحريكاً للخط الأحمر.
أرى شخصياً لا مانع من تحريك الخطوط الحمراء في حياتنا حين نكتشف أن مكانها غير صحيح ومنها، أن نسمع النقد في سلوكنا بصدر رحب ومحب بعيد عن التعصب والجاهلية في التصرّف، أنا أسمع نصيحة لمن هم أصغر سناً مني مستحيل أو أتنازل برأي له أو أقدمه على نفسي، هناك من يضع خطوطاً حمراء غير واقعية وغير منسجمة مع محيطه والنتيجة وتحت الضغط النفسي يقوم بالتنازل مرة تلو الأخرى بما قد يظن نفسه على خطأ، الخطأ أن تحدد خطوطاً حمراء غير قابلة للتنفيذ. أقتبس (من طبيعة البشر أنهم ينفرون من الإنسان المختلف، الإنسان الذي لا يتصرّف كمــا يتصرّفون!) الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي -رحمه الله.