صيغة الشمري
ستنبري شريحة من الحزبيين وأعداء السعودية لمهاجمة مشروع التأشيرة السياحية كعادتهم في التحريض دائمًا، مستغلين بعض السذج الذين بسببهم ظلت بلادنا شبه معزولة عن جميع بلدان العالم بحجج متعددة عطلت لعقود من الزمن استفادتنا من مليارات من الدولارات من قبل السياح الذين يعشقون الآثار التاريخية، خصوصًا أن بلادنا ولله الحمد تملك من الآثار ما يجعلها من أهم بلدان العالم في هذا المجال ومن أكثرها دخلاً ماديًا لو تم استثمار ذلك منذ أزمان بعيدة، وإنني لا أبالغ ‘ن قلت إنه لا توجد مدينة في السعودية لا توجد بها آثار أو أماكن تاريخية تستطيع جذب السياح من جميع أنحاء العالم، كيف لا ومدينة العلا وما حولها تملك أكثر من ثمانية عشر ألف أثر تاريخي يكشف عن حقائق تاريخية مذهلة منذ فجر التاريخ، إن الحزبيين ومن حازبهم يحاولون ربط الصورة الذهنية لمعنى كلمة سياحة بالمجون أو الانفلات الذي يرفضه كل عاقل، وهذا من أجل استغلال ضحالة تفكير بعض العوام مثلما حرضوهم على محاربة الحفلات الغنائية عبر الربط بينها وبين الانفلات الأخلاقي وعلى الرغم من ذلك فشلوا في تحريضهم بحضور الآلاف من المواطنين لهذه الحفلات التي أقيمت في مدن عديدة من أنحاء البلاد ولم يحدث شيء عدا حادثة أو حادثتين عابرتين تم تهويلهما ولم يكترث لهذا التهويل أحد، السياحة هي رافد اقتصادي أساسي من مصادر الدخل القومي لأي بلد في العالم وإذا أخذت من هذا الجانب سيتساعد الصغير والكبير في إنجاح مشروعنا السياحي من باب أن مصلحة الوطن فوق أي مصلحة أخرى لا سيما أنه ليس هناك ما يخالف شرعنا الحنيف الوسطي، محاولة الهجوم الشرس ضد انطلاق وبداية الفيزا السياحية يندرج تحت التحريض وهو لم يعد خافيًا على أبسط مواطن سعودي يعي أبعاد ذلك بعين الإنسان السوي الذي لا ينظر لنصف الكأس الفارغ، طوال عشرات السنين ونحن الذين نسافر لهذه الدول ونصرف في دعم اقتصادهم مليارات الدولارات وآن الأوان أن نغلب مصلحتنا ونقلب المعادلة ويصبحون هم الذين يأتون لبلادنا ويصرفون دعمًا لاقتصادنا عشرات المليارات لا سيما ونحن بلد يملك من الموارد السياحية والآثار التاريخية الكثير والكثير.