بلقيس محمد
من الصعب أن تكون كاتبًا وطالبًا أو معلمًا أو حبيبًا في الآن نفسه.. فالكتابة لن تقبل أن تكون خيارًا ثانيًا.. أنانية هي فيك.. ترغب فيك عاريًا من المثاليات.. معترفًا ببشريتك.. من أنك اثنان لا واحد.. ترتكب آثامًا.. تكون ناقصًا.. متناقضًا..
تهديك زهرًا وأحياناً شوكًا بحسب حاجتك. تنتظرك لأيام وما إن تعود لها بعد أشهر حتى تتركك منتظرًا لسنين أو حسب قدرتك على مراضاتها، وإن أردت أن تُعرف المزاجية كمصطلح في بحث علمي أو قاموس مشاعر فما عليك إلا أن تدعوها إلى فنجان قهوة سيتغير في دقائق لكوب شاي وأخرى لكأس عصير.. مع هذا لن تجد أحدًا يحبك مثلها.. ستفعل بكل ما تعرفه من مشاعر.. تخلص ما دمت كذلك لها.. تنتشلك من العزاء إلى الفرح وتنقذك من الغرق وتحلق بك في قوس قزح وتمنحك فرصة لأن تكون صديقًا لكليلة ودمنة وباباً لمغارة الأربعين لصًا وأمنيةً تطلب من جني المصباح.. ستعلّمك كيف تأنس بالحرف في عتمة الوحدة وكيف تتوقف عن الشعور بالخوف في أوجه.. كيف تواجه ما كتبت.. ما هو أنت شئت أم أبيت.. الحقائق التي لن تعرفها إلا بالكتابة.
وأنا أيها الغريب لست إلا هي.. فإن أردت أن نخرج في موعد.. فتوقع قدومها.. كوننا لا نفترق منذ عرفنا أن أحرفها تشكّل اسمي ونقاطها شامات جسدي الذي به تعرف حقيقة ما حدث لي!