رقية سليمان الهويريني
يعتبر الالتهاب الرئوي المرض الأول لوفيات الأطفال؛ إذ تصل الوفيات لما يقارب مليون طفل سنويًّا، بحسب منظمة الصحة العالمية! وتتزايد وفيات الأطفال دون سن الخامسة؛ لتصل إلى فقد طفل كل 20 ثانية. وتتركز الإصابات في الدول الفقيرة كجنوب آسيا وإفريقيا. ويكثر الالتهاب الرئوي في فصلَي الخريف والشتاء.
والالتهاب الرئوي هو أحد أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين؛ فتمتلئ الأكياس الرئوية بالسوائل الصديدية؛ وهو ما يجعل التنفس صعبًا ومؤلمًا. ويمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطريات، وينتقل عادة عن طريق الهواء الملوث أو الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الصحية. كما تتسبب العدوى بانتقاله من المصاب للسليم.
وتظهر أعراض المرض بارتفاع درجة الحرارة، وضيق بالتنفس، وزيادة بضربات القلب، إضافة للسعال وآلام بالجسد.
وتسعى الدول المتقدمة للقضاء على الفيروسات المسببة للالتهاب الرئوي، كالمرض التنفسي الحاد (سارس) الذي فتك بآلاف البشر عام 2003م، وهو أحد فيروسات الإنفلونزا الموسمية. وكذلك فيروس (كورونا)، ويضاف لهما (إنفلونزا الطيور).
ومكافحة تلك الفيروسات هي أحد العناصر الأساسية للاستراتيجية الرامية للحد من معدلات وفيات الأطفال ووقايتهم منه.. إلا أن سمات الالتهاب الرئوي لا تزال غير معروفة بالشكل المطلوب، ويصعب الكشف عنها بسهولة؛ وهو ما يستدعي التوعية بانتهاج أنماط الحياة الصحية، وحث المصابين على الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية المتوافرة.
وتكمن الوقاية من هذا المرض في النظافة والتعقيم والغذاء الجيد وتناول الأدوية الملائمة والرعاية الصحية الشاملة.
ولعل من الأمور الأساسية توفير التغذية المناسبة لتحسين دفاعات الأطفال الفطرية، بدءًا من الاعتماد على الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين، وتجنب أسباب الحساسية، والانتباه لعدم مخالطة المصابين بالالتهاب الرئوي؛ لأنه مُعْدٍ ومخيف.
وليس أشد من أن ترى طفلك لا يمارس حياته الطبيعية باللعب والاستمتاع بالمطر مع أقرانه؛ لأنه يعاني من صعوبة التنفس؛ فيبذل جهدًا، ويتصبب عرقًا، ويذوي جسده، وتتقطع ألمًا عليه فكأنه يموت كل لحظة، وتتمنى أن تمنحه إحدى رئتيك أو كلتَيْهما؛ ليتنفس دون عناء! وكم من أسرة تقاسي هذه الصور المأساوية كل عام فيكون فصل الشتاء مريرًا. لا ضيق الله لكم صدرًا.