حميد بن عوض العنزي
يعقد خلال شهر ديسمبر المقبل منتدى الإعلام السعودي، والذي يعد أحد أهم الفعاليات الجديدة التي يعول عليها كثيراً في تسليط الضوء على واقع ومستقبل الإعلام السعودي، وأهمية المنتدى ن الساحة تفتقد لمنتدى إعلامي على مستوى عالٍ من التنظيم والموضوعات المطروحة، على الرغم مما يشهده ميدان الإعلام من تغيرات تمس صناعة الإعلام منذ سنوات.
الأمر الآخر إن المنتدى من تنظيم هيئة الصحفيين السعوديين، وهي التي دائماً ما كانت في مرمى الانتقاد من بعض الإعلاميين.. وأعتقد أن المنتدى يمكن أن يكون لنفسه علامة مسجلة في قائمة الفعاليات السنوية إذا ما استثمر بشكل صحيح وأعطى مساحة للحوار والنقاش لكل ما يخص صناعة الإعلام، خصوصاً وأن المنتدى من خلال المحاور المعلنة يمكن أن يحقق نجاحاً كبيراً.. وأتمنى أن يركز المنتدى على محور الاستثمار والشراكات في صناعة الإعلام، فالاستثمار في قطاع الإعلام قد يكون من أقل الاستثمارات باستثناء بعض الاستثمارات الفردية التي غالباً تواجه معوقات كثيرة، ولا تستمر طويلاً لاعتمادها على العمل الفردي وافتقارها لرأس المال الكافي لتأسيس مشروع يستطيع الاستمرار وتجاوز مرحلة البدايات التي عادة ما تكون أخطر المراحل.
الإعلام السعودي يحتوي فرصاً جيدة، ولكنها تحتاج لمن يسوقها ويقنع أصحاب الأموال بدعمها والاستثمار بها، خصوصاً مع التوسع في الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي بما فيها من تنوع هائل يحتوي فرصاً استثمارية كبيرة، وقد يكون من المهم أن تدعم الجهات التمويلية مثل هذه المشروعات الإعلامية، لأن الإعلام اليوم بوسائله الحديثة أصبح عملية مؤثرة وخطيرة في نفس الوقت ولابد من خلق كيانات إعلامية وطنية كبيرة، بما في ذلك مراكز للتحليل الإعلامي وكشف الحملات المغرضة التي أصبحت أشبه بالحروب، ولهذا فان دعم المشروعات الإعلامية الحديثة واجب وطني ويتجاوز مسألة الربح المادي إلى ما هو أهم وأعمق، وأعتقد أن المنتدى فرصة مناسبة ليطرح رجال الإعلام رؤيتهم تجاه الواقع والمستقبل وتحديد الاحتياج الذي يمكن أن يخلق إعلاماً وطنياً مؤثراً وإيجابياً.