سهوب بغدادي
فيما يعد التاريخ المرضي أو الطبي للمريض- الشكاوى الصحية والأمراض السابقة والحالية والمزمنة- من أهم البروتوكولات المتبعة من قبل الممارس الصحي في جميع أنحاء العالم، تبرز لنا من المنطلق أهمية إيجاد منظومة إلكترونية متكاملة لدعم التاريخ المرضي وسهولة الوصول إليه في كل مكان وزمان للارتقاء إلى أعلى مستويات الصحة في المملكة العربية السعودية وجعل الوطن الغالي في مصاف الدول المتقدمة في مجال الوقاية قبل العلاج والمساهمة بالأبحاث الفريدة واستشراف الأخطار المتعلّقة بتفشي الأوبئة ومكافحة العدوى. ومن الجدير بالذكر أن من فوائد وأبعاد (نظام التاريخ المرضي الموحّد) توفير الجهد والوقت والموارد ويتحقق هذا الأمر عبر الهوية الوطنية للشخص أو الإقامة للزوار والمقيمين ومن هنا قد يتوسع المشروع من النطاق الوطني إلى مشروع عالمي بالتعاون مع منظومات الصحة العالمية المختلفة. كما يعد النظام الإلكتروني ضامناً لصحة الوصفات الطبية وصرفها من قبل المريض من عدمه بالتاريخ الموثّق وعدد مرات الصرف، ففي هذه الناحية منع لعمليات التلاعب بالوصفات وصرفها من قبل الأفراد, إلى جانب كون هذا النظام صديقاً للبيئة بتقليل استهلاك التقارير والوصفات الورقية فيتمكّن المريض من دخول النظام والاطلاع وإرسال التقارير إلى أي جهة رسمية كجهة العمل الخاصة بالموظف في حال الإجازة المرضية، والأهم من ذلك كله الإسهام في مجال الأبحاث المتعلّقة بجميع الأمراض، فهذا النظام عبارة عن أداة فاعلة للرصد والقياس للأمراض الشائعة في موسم ما ونسبة نجاح عقار أو لقاح لمرض ما لمختلف الفئات العمرية.
أعلم أن هذا المشروع الجبار ليس سهل التحقيق على أرض الواقع إلا أنني متيقنة بأن وزارة الصحة السعودية لديها كل ما يلزم من الطاقات البشرية والعبقرية التنفيذية، فلقد شهدنا تطوراً ملموساً خلال السنوات القريبة الماضية فيما يخص خدمات الصحة الإلكترونية وعلى وجه الخصوص مركز (937) الذي خصصته بالمركز الأول في تقرير على صحيفة الوطن قبل عامين مستندة على عدة معايير للتقييم منها سرعة الرد وقيمة المعلومة وثراؤها وما إلى ذلك, دمتم بصحة وعافية.