ميسون أبو بكر
لم يكن الاحتفال باليوم الوطني السعودي احتفالاً عادياً ولم يكن احتفالاً تقليدياً، بل كان يوماً استثنائياً ليس في المملكة فقط، بل تعدى حدودها إلى شقيقاتها وإلى تظاهرات احتفالية حول العالم.
السعوديون احتفلوا بشكل لافت وبطرق راقية، وبسعادة غامرة كان منبعها القلب، ورغم الأعداد الكبيرة والتجمعات في مواقع الاحتفالات المتنوِّعة إلا أن ذلك كان بعيداً عن الشغب، والتجمعات الخانقة وسادت الصبغة العائلية على هذه الفعاليات كما مشاركة المقيمين الذين وجدوها مناسبة للتعبير عن فرحهم ومشاركتهم لمملكة القلب التي تحتضن من يعيش عليها.
احتفال السعوديين كان استثنائياً وفرحهم كان منبعه الفخر والانتماء وفي كل مكان كنت أقرأ لوحة جميلة وفي كل المشاركات في وسائل التواصل الاجتماعي كنت أطرب للعبارات الوطنية التي منبعها القلب، ومسراها الروح.
كيف لا نفتخر ومملكتنا قفزت سنوات ضوئية إلى رؤيتها وإلى أحلام إنسانها! كيف لا نبتهج وأمنياتنا غدت حقيقة وآمالنا تسير أمامنا على أرض الواقع، الشباب يقودون دفة التغيير، ويحتلون مراكز وأماكن مهمة في الدولة، اقتصادنا مزدهر، وثقافتنا تطوف العالم عبر أطياف مختلفة وفي فعاليات تعبّر عن الإنسان السعودي المتميز، كيف لا أفرح كامرأة وأنا أرى النساء السعوديات حظين بتمكينهن في الوظائف المختلفة، والمراكز المهمة، فما بين سفيرة في أهم دول العالم إلى نائبة للوزير، وعضو في الشورى، وفتيات يافعات موظفات في أماكن مختلفة بلا حرج ولا خوف وبكل قدرة على العمل والإنتاج، وتقود دفة مركبتها كما قادت دفة الحياة زمناً طويلاً، شبابنا اندمجوا في المهن المختلفة، وثقافة العيب التي كانت موجودة تجاه بعض المهن تلاشت، لأنهم آمنوا أن هذا وطنهم وهمتهم كجبال طويق عالية وصامدة، لهم في ولي العهد الأمير محمد حفيد أبي البلاد قدوة حسنة، هذا الرجل الذي شغل العالم.
احتفلت المملكة بكل مناطقها واحتفل البشر والشجر وكل من عليها، رفعنا الأعلام الخضراء بأكف القلب، توشحنا بالأخضر، الطائرات في الاحتفال الجوي لوَّنت السماء بقوس فرح، اعتلى أهم الفنانين العرب مسارح المناطق المختلفة وتغنوا بمملكتنا الغالية وغنى معهم الحاضرون، طربنا لقصائدهم ومشاعرهم الصادقة، وهتفنا «عاش سلمان يا بلادي» وانت يا محمد ما مثلك أحد، و»توشح بالخضار وكلمة التوحيد، وسيف لو تسله ما رجع لغماد، تحيزم محزمك شعب يرد الكيد، إذا تاصل محمد ما نعرف حياد».
كل كلمة كان لها وقعها في نفوسنا لأننا عشنا معناها بعمق، وكل هتافاتنا كانت جسراً من القلب إلى سماء تشهد على محبتنا وتفتح لأدعيتنا أبوابها.
العالم شارك مملكتنا بيومها الوطني، إماراتنا الحبيبة قطعة من قلوبنا، شقيقة الروح وشريكة الحياة، الأصدقاء والأشقاء، سفارات المملكة حول العالم أصبحت منارات خضراء وقبلة للزوار والمهنئين عبر فعالياتها المختلفة.
الوطن في ليلته أشعل نوره في القلب، سراجاً لا يخبو وشمساً لا تأفل، فرحتنا كانت وقودها، وإيماننا بقادتنا عهد ووعد على المضي والتميز، فكل عام والمملكة قلب وأرضها مسرانا، ومجدها سعادة.