نشمية صنهات الحربي
إن الحقيقة الناصعة التي يجب تأكيدها هي أن المعلم هو الأساس الأول، والقاعدة الراسخة في نجاح العملية التعليمية وأن المنهج والمعلم والطالب هي عناصر العملية التربوية التي ينتج عنها تحقيق الأهداف التربوية المرجوّة. والمعلم لا بد أن يكون قوي الشخصية سوي الخلقة واضح الصوت، حسن النطق والأداء اللفظي، حاضر البديهة سريع الخاطر، منضبط النفس، حازماً عطوفاً على تلاميذه، صبوراً حليماً، ثابتاً قوي العزم، طلق المحيَّا، بشَّ الوجه، اجتماعياً خفيف الظل.. وما إلى ذلك من الصفات، كما لا بد على المعلم أن يكون خبيراً وطبيباً أعلم من غيره بمنهجه وتلاميذه ولا ينتظر أحد يعينه على سد عجز المنهج أو إعطائه قرارات تبيّن له الطريق وذلك حتى يعبر بتلاميذه إلى النجاح ورفع مستواهم التحصيلي، وعلى المعلم أن يكون أعرف الناس ويكون أهدافه جلية لأنه مربياً للنشء ويربي أمة، فالمعلمون الممتازون هم المبدعون الذين يقومون بحل ما يعترضهم من مشكلات باختراع طرق وأساليب جديدة، فالمعلم الجيد مزيج مركب من العلم والفن.
وهناك بعض القواعد الذهبية لعملية التعلّم والتي إن تم توظيفها بشكل صحيح في الموقف التعليمي آتت ثمارها اليانعة، وعند تجاهلها تصبح عملية التعلّم غير مجدية:
1- التعلّم عملية تفاعلية: أي ضرورة مشاركة المتعلّم في الموقف التعليمي.
2- رضا المتعلِّم عمَّا يتعلّمه هو أساس التعلّم: وهذا يعني ربط التعلّم بواقع حياة المتعلِّم.
3 - بيئة التعلّم الممتعة هي إكسير التعلّم: وهو أهمية توظيف طرائق تعلّم متنوِّعة لخلق بيئة تعلّم يستمتع فيها المتعلِّم بما يتعلَّمه.
4- التعزيز هو غذاء التعلّم: أي ضرورة مكافأة سلوك التعلّم الصحيح.
5- التغذية الراجعة والتوجيه هما رئتا التعلّم: وهي أن المتعلِّم يود أن يتعرَّف على مستوى الإنجاز الذي حققه.
6- الدافعية هي قلب التعلّم: أن التعلّم يحدث بصورة أفضل عندما يشعر المتعلِّم بقيمة النتيجة النهائية لعملية التعلّم.
7- الفهم هو روح التعلّم: وهو أن الفهم هو أساس التعلّم الفعَّال.
8- الزمن هو وطن التعلّم: وهذا يعني ضرورة توفير الوقت الكافي لاستقرار ما تم تعلّمه.
9- تحديد معدل الأداء المطلوب هو بوصلة التعلّم: وهو أن المتعلِّم يجب أن تكون لديه صورة واضحة عن معدلات التعلّم المطلوبة والقيام بعملية التقويم الذاتي.
والشكل الجديد الذي أتمناه للمعلِّم والعملية التعليمية هو: لا بد أن يتمتع المعلِّم بقدر كبير من الحرية في اتخاذ القرارات ولن تكون المعلومة غاية في ذاتها، بل سيركز التعليم على نقد المعلومة وتقويمها.
وفي مجال العلاقة بين قائد المدرسة والمعلمين لم تعد الطريقة العمودية هي المفضَّلة، بل لا بد أن يحل محلها العلاقة الأفقية والعمل بروح الفريق.
وهذا التحول له أبعاد أساسية: الأول التحول من الأسلوب الإلقاء ذي الاتجاه الواحد إلى أساليب تدريسية أخرى تفرد التعليم وتراعي الفروق الفردية بين الطلاب وتحاول أن تتناسب مع أساليبهم التعليمية المختلفة، بالإضافة إلى جعل التعليم أكثر متعة وجاذبية، للمعلِّم والطالب. والثاني التحول من التدريس الذي يركز على الحفظ أو استظهار المعلومات فقط إلى الفهم والتطبيق، وتعلّم مهارات التفكير والتعلّم الذاتي.