محمد المنيف
لا شك أن قيام الفنان بعمله في مرسمه هو المطلب العام والمتعارف عليه، لكن أن يقوم الفنان بمهام أكثر للآخرين مقتطعًا من وقت إبداعه وخلوته الفنية للإيثار.. فهذا أمر لا يقوم به إلا القلة التي يأتي الفنان طه صبان أحد تلك الأمثلة، فالفنان طه مع ما حققه من إبداع وحضور محلي وعربي مرورًا بالخليج وإثباتًا لمكانته الفنية والثقافية إلا أن نشاطه امتد لزملائه في الساحة مؤسسًا ومشاركًا في تأسيس كثير من المناشط والفعاليات وداعمًا ماديًا ومعنويًا لمن هم في جيله وجيل الشباب على وجه الخصوص، حيث كان من المبادرين في تأسيس بيت الفنانين التشكيليين في جدة الذي وجد الاهتمام والرعاية من المهندس الدكتور سعيد فارسي، كما تولى رئاسته في فترة كان لأنشطة البيت فيها صدى لا ينسى، كما كان له الدور الكبير في تأسيس وإدارة الإشراف على «أتيليه جدّة»، فترات طويلة، مع ما أسهم به من عضويات في لجان ومنها مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وأنشأ مسابقة للشباب قدم جائزتها على حسابه الخاص مع ما يعمله الكثير من دعمه المادي للعديد من الجوائز. أما مشاركاته أو إقامته للمعارض فحدث دون كلل أو ملل فهو مبدع وممارس لإبداعه بشكل متواصل ويقبل عليه مقتنون، كما تعد أعماله الفنية الأغلى ثمنًا، كما جاء على لسان عديد من محبي الفنون، كما تجاوزت مشاركاته حدود الوطن من المعارض والفعاليات داخل وخارج المملكة، منها مشاركاته في معرض اليورو آرت بسويسرا ومعرض شخصي لأعماله في قاعة اليونسكو ببيروت وخان الإفرنج بصيدا، كما عرضت أعماله في بينالي القاهرة الدولي، وبينالي الشارقة الدولي وغيرهما.
أما في جانب الجوائز فقد وصفته جريدة الجزيرة في صفحة الفنون التشكيلية بإجماع كثير من التشكيليين أنه صائد الجوائز منها جائزة بينالي طهران الدولي وجائزة بينالي اللاذقية الدولي، وعلى المستوى المحلي حقق جائزة الفن السعودي أكثر من مرة، وجائزة أبها الثقافية وجائزة الجنادرية الأولى.
الفنان طه صبان رمز تشكيلي وطني عشق جدة، كما عشق كل مناطق المملكة فكانت مصادر إلهامه.. فنان يذكر فيشكر بما قدم من دعم مادي ومعنوي.