كانَ الشَّتاتُ وكانتِ الأحقادُ
ومعَ المَخافةِ شِدَّةٌ وكسادُ
الريحُ تعصِفُ بالسَّمَائِمِ دارَنا
والبردُ قاسٍ، والسقوطُ يكادُ
والجاثماتُ مِن البَلايا أرَّقَتْ
في مُكْثِهِنَّ حَرائقٌ ورمادُ
لم يَنجُ منها غيرُ نائِلِ تمرةٍ
شَبَعَاً وآخرُ زادُهُ الأكبادُ
حتَّى أتانَا ضيغمٌ مِنْ وائِلٍ
الشرعُ نهجٌ والطريقُ رشَادُ
فأقامَ دولتَهُ، وأرْسَى مُلْكَهُ
مُتَوثِّبَاً، والمرهفاتُ حِدَادُ
اختارَ مِن أُسِّ القبائلِ صفوةً
ستينَ شهْمَاً كُلَّهُم أسْيَادُ
خَاضُوا حُروبَاً ضَارِياتٍ دهرَهُم
وكأنَّهم عِندَ الْلقا الأطوادُ
مَنْ للبطولةِ والجَسَارةِ غيرُهُ؟!
عبدُ العزيزِ الصادرُ الوَرَّادُ
المستعدُّ إذا المنيةُ أقْبلتْ
لِنِزَالِها، وعلى الجوادِ جوادُ
والمُشْمخرُّ إذا العُلوجُ تَبَخْترُوا
بسخيفِ قولٍ والقبيحُ يُعَادُ
هذي الرياضُ قويةٌ أركانُها
فيها عِمادُ الحقِّ والأوتادُ
سلمانُ رمزٌ للنَّجابةِ والحِجَا
ومحمدٌ بِرُؤَى السُّموِّ مِدَادُ
قادا البلادَ لنهضةٍ مُمْتَدَّةٍ
في ظِلِّها الأجدادُ والأحْفادُ
عَاشُوا بِلا كَدَرِ الحَيَاةِ، نَدِيَّةً
أجواؤُهُمْ، والمُحْتَفى (المِيلادُ)
طابَ الإخاءُ بِخَيبرٍ وبِجُدَّةٍ
ورُبَى الهفوفِ تَحَفُّهَا الأنْجَادُ
وعلى حدودِ الشَّامِ عرعرُ، بيْنَها
وَلَمَى تُهامةَ والسُّراة وِدَادُ
والطائفُ المأنوسُ يُبْهِجُ زائِرَاً
بعُكاظِهِ، وبِوَرْدِهِ الإسُعادُ
يا رَبِّ، وَفِّقْ قادَتِي وأعِنْهُمُ
واجعلْ بلادِي بالرَّخَاءِ تُزادُ
في غُرَّةِ الميزانِ ذِكرى فَرْحَةٍ
نَطَقَ المليكُ وصَاغَهَا الرُّوَّادُ
** **
شعر: عثمان بن عبدالله آل عثمان - محافظة الأفلاج