علي الصحن
هل حقق الهلال بطولة الدوري؟
هل حقق اللقب الآسيوي.. أو تجاوز نصف النهائي؟
الحقيقة أن الفريق لم يحقق شيئا ًحتى الآن، وإنه وإن تصدَّر الدوري وبلغ نصف النهائي الآسيوي فما زال في البداية، وأن به ما به من المشاكل الفنية، وأنه يحتاج إلى الكثير حتى يصل إلى ما يريده أنصاره، ويكفل له تحقيق أهدافه، وأن على إدارته وجهازه الفني ولاعبيه ألا يصدقوا حكاية أن الفريق هو الأفضل، حتى لا يجد نفسه في نهاية الطريق وقد خسر كل شيء.
الهلال يتصدر الدوري، لكن الدوري ما زال في بدايته، وبلغ نصف النهائي الآسيوي، والمشوار صعب بالتأكيد، لذا فإن هذه الإشادات المبالغ فيها لن تكون في صالحه، ولن نسيء الظن هنا فنقول إنها تريد أن تخدر الفريق، وأن تدخله في نفق صعب، وأن كل من يرددها لا يريد بالهلال خيراً، ولكن من المؤكد أن هناك من يريد ذلك ومن يبالغ في المديح والإشادة من أجل أن يهز الفريق، ويضعف حظوظه في النهاية.
القارئ للفريق يكتشف أنه يعاني من مشاكل عدة يجب أن يتنبه لها القائمون عليه، قبل أن يذوب كل شيء، فالفريق لم يواجه حتى اليوم الفريق القوي المتكامل، فكل الفرق التي واجهها إما من فرق الوسط أو الحديثة عهد بالدوري (أبها / الرائد / الفيحاء) أو من فرق لديها مشاكل فنية (الاتحاد)، فيما فاز الفريق على الأهلي وخسر منه أيضاً في ربع النهائي الآسيوي.
في مباراة الفيحاء تبين أن مشكلة الدفاع ما زالت موجودة، وأن قدرة الفريق على المحافظة على تقدمه حتى النهاية ما زالت محل شك، وأن تدخلات المدرب ربما تسير بالفريق عكس الاتجاه الذي يريد!!
وفي المباريات السابقة اتضحت قوة الفريق الهجومية، ونجح الفريق في التسجيل بمعدل جيد، لكن هز شباكه سهل أيضاً، وأخطاء التمرير في مناطق خطرة مستمرة، وتجارب المدرب في الخط الخلفي وتدويره لاعبي الفريق متواصل، رغم أنه لعب ثماني مباريات رسمية حتى الآن!!
في العام الماضي تصدر الفريق وبفارق واسع، لكنه فرط في نقاط سهلة كانت في متناول اليد، ساهمت مع غيرها من الظروف في خسارة اللقب، واليوم على الهلاليين التعلم من الدرس جيداً، فلكل نقطة قيمتها، وما حدث أمام الفيحاء يجب ألا يتكرر لفريق يبحث عن الذهب.
أمام الفريق مباراتين صعبتين في نصف النهائي الآسيوي، وغني عن القول إن مدربه قد تابع السد ودرسه، ويبقى السؤال : ماذا أعد له؟ وهل اكتشف الأخطاء التي يقع فيها لاعبوه، ويكفي واحد منها لإيقاف مشوار الفريق في السباق على اللقب.. هل قال مدرب الهلال لمهاجميه مثلاً إنهم يصنعون فرصاً محققة، وإنهم يسجلون ثلاثة ويهدرون أضعافها؟ وهل نصح مدافعوه بعدم الوقوع بأخطاء لا تغتفر في المناطق الخطرة، وبين لهم أن الجري بجوار المهاجم حتى لا يسدد أمر لا قيمة له. وهل وضع الحلول اللازمة لذلك؟
أعود وأقول: حقق الهلال شيئاً وما زال بحاجة إلى أشياء، والمشوار ما زال في أوله، فهل تنبه القائمون عليه لذلك.