مها محمد الشريف
أكثر من 15 ألف جامع تتوحد خطبهم يوم الجمعة الموافق 20 سبتمبر 2019 للتنديد باستهداف معملي أرامكو، جاء ذلك إنفاذاً لتوجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، عقب الحادث التخريبي لجميع الخطباء في مختلف مناطق ومحافظات المملكة التي يزيد عددها على 15 ألف جامع بتخصيص خطبة الجمعة حول الاعتداء الذي استهدف معملي «أرامكو» في محافظة بقيق، ومركز خريص، والتأكيد على شناعة هذا الفعل الآثم، حسبما قرأنا في الصحف والنوافذ الإعلامية.
يستفاد من هذه التوجيهات التفاعلات الخطابية بين الناس والأحداث، والتسليم بأن منابر المساجد لها أهمية تتشكل من خلالها النظرة الاجتماعية للإنسان، وتعتمد على القدرة التي توجه الأفكار وتحديد الأهداف بأساليب مباشرة وصريحة، للتعبير عن مواقف ذات أهمية لقراءة الواقع والتركيز على القضايا التداولية والأحداث الراهنة المتعلقة بالوطن، لأن التعايش في فضاء مشترك يفرض التعاون بين الفرد والمجتمع والحكومة ويتحمل الخطيب مسؤولية البعد التوجيهي للخطبة ووصف حالة الأشياء والدفع بها إلى التأثير.
وفق ضوابط تشكل التفاعل الإيجابي وصياغة معناه وقوته في الطرح بعيداً عن الغموض، نخلص بالقول هنا، إلى أن العمل لابد أن يحقق غاية بث التوعية وتثقيف المتلقي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإحاطته بما يدور حول الأوطان، وتجسيد مفهوم الواجب من منطلق حقيقة العديد من المقاصد، قصد التوجيه وقصد الإفهام ومراعاة تعدد مستويات الاستفادة من سياق الكلام لوجود كبار السن والأطفال.
فالفعل يتحقق كلما تم تنفيذ مضمون قصده، في هذا الجانب تميزت جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور آل الشيخ الذي يقوم بتوجيه خطباء المساجد بتوعية المجتمع بالأخطار المحدقة بالبلاد في الداخل والخارج وما ينبغي على المواطنين فعله والالتفاف حول قيادتهم، وهذا النوع من الوعي معياراً أساسياً لتعزيز الثقافة الدينية وثقافات العالم والعمل لمصلحة الوطن، وتكاتف الجهود بين الناس للتفكير الإيجابي والتركيز على الهدف.
إن الأمر المهم حقاً تغيير نمط الخطب القديمة التي لا تحمل أهدافاً سوى الترهيب من الحياة وغرس البذور الطالحة حتى توقف على أثرها نوع الحصاد، فقد كان خطرها أكثر عمقاً أصاب الحياة في مطلعها، ونتج عنه التشدد والتطرف وشطرت الناس إلى فريقين بين مؤيد ومعارض، ولكن اليوم عملية المعالجة غذت العقول والأرواح وصححت الأخطاء القديمة.