العقيد م. محمد بن فراج الشهري
اليوم الوطني الـ89 لبلادنا الغالية حدث تاريخي رسمته عقول الرجال، وجسدته سواعد الأبطال، لترتفع منارة من منارات الحضارة، تعيش بلادنا من خلاله فخرها بشعبها وقيادتها.
قوافل الخير تتواصل، وفتوح الرخاء والنماء تتوالى، ونحن نستهل كل يوم وطني بمزيد من النعيم والأمن والاطمئنان، لتجيء مناسبات الخير مبشرة - كعادتها - بالنعيم الوفير لجميع مواطني المملكة، مؤكدة أن السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة هذه البلاد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، هي طريق للحكمة والسيادة بأصالة الرأي، وسلامة المغزى، ورجاحة المقصد، والملاحَظ الجميل في طبيعة هذه البلاد هذه الرابطة الأصيلة التي تجمع الكل تحت راية الدين، ومنارة الأخلاق والقيم، فاحترام وتقدير ورعاية البشر فاقت في بلدنا أعرق البلاد التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإِنسان، لتنصهر مراتب، وتذوب فوارق، لترسم صورة تزينت بوطن نعائم وخيرات، تتجلى على أرض وطننا الغالي، لتواصل بذلك القيادة الرشيدة تقديم كل ما من شأنه تأكيد القيمة الحقيقية لإنسان هذه البلاد من خلال تحقيق خطط التنمية والتطوير، ليستشرف المواطن مستقبله الأمن متطلعًا إلى تهيئة الظروف، من أجل تحقيق المستوى الجيد لعيشه الكريم ورؤية وطنية لأعوام قادمة تضيف الرخاء لبلد الرخاء.
ولا أدل من ذلك أعظم من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على قطاعات التأسيس والبناء لفكر وثقافة المواطن والشعب قبل أي شيء، وهو ما جعل من تأسيس هذه البلاد حدثًا إنسانيًا تفخر به الحضارة، فالاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لمواطنيها، يوضح بجلاء مدى حرص الدولة على خاصيتها ومعقل قوتها، حتى يتم تكريس روح الحضارة والمدنية التي بشر بها ديننا الحنيف، ليعم الخير والأمن على الجميع، وليتم الدفع بعجلة التنمية قدمًا نحو إنجاح الخطط المرسومة، لما فيه خير للعباد والبلاد.
محافل وطننا ما هي إلا استذكار لكرامة، وتجل لحضارة، وديمومة لولاء شعب، وحكمة قيادة. ويحظى المواطن في ثرى هذه الأرض الطاهرة بعناية هي أساس مهام ولاة الأمر ومسؤولي البلاد، تحقيقًا للهدف الإسلامي النبيل من نشر العلم والمعرفة، وإقامة الحضارة، والقضاء على مظاهر التخلف، وفق سنة يسير عليها قادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه-.
وبهذه التركيبة التي شكلت معالم إنسان هذه البلاد تحققت القيمة الحقيقية لبناء الدولة، واستمرارية حضاريتها، وبلوغها لمقاصدها في الرخاء والأمن، وتلك مقاصد نشدها بلدنا الكريم، فبلغها بفضل من المولى عز وجل ثم ما تأسست عليه هذه البلاد من قيمة ناصعة ومبينة للدين الحنيف. هذه الومضة الخاطفة عن جمالية الوطن وبهائه نستذكرها ونحن نعيش أفراح يومنا الوطني الـ89 بكل فخر واعتزاز، نعيشه والكل يرفل بنعيم الأمن والأمان، وترى المقيم قبل المواطن يزهو ببلد حقق له قيمته الإنسانية والدينية، فتراه يفاخر بنفسه أنه عاش في هذا البلد أو سكن أرضه.
حينما تمر مثل هذه المناسبات الوطنية النبيلة نعيشها - كمواطنين - بمزيد من فرح وسرور، وتخالجنا مشاعر الرضا والطمأنينة على المال والأهل والولد، لأننا نشدنا مع ولاة أمرنا رضا الله - سبحانه وتعالى - فأرضانا بواقعنا، وأنعم علينا أرضنا.
لم يستطع أي دخيل، أو متطفل، أو ناعق، أو مكابر، أو منافق، أو مدعي وطنية أن ينال من لحمة وتماسك هذا الشعب مع قيادته منذ التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا، بل نرى أنه مع أي همسة أو أي لمسة تحاول مس تراب الوطن ووحدته يتداعى لها الجسد الوطني بأكمله، وأقرب مثال على ذلك ما يحدث في عامنا هذا 1441هـ من بيان واضح لكل مغرور، لأن الوطن وحدة واحدة مع حكومته وقيادته ولا مجال أبدًا أبدًا لمحاولة زعزعة وحدته والنيل من تماسكه وإخلاصه في ظل القيادة الرشيدة والمنهج القويم المحتذى، كل معززات أصيلة لبنية المجتمع الوطني وتماسكه جعلت من أيامه وطن في يوم، وأيام في وطن.