عبدالله العمري
تخشى الكثير من الجماهير الاتحادية أن يتكرر مع فريقها المعاناة نفسها التي عاشوها في الموسم الماضي عندما وجدوا فريقهم من الفرق المرشحة للهبوط قبل أن ينجو في الجولات الأخيرة من عمر الدوري بعد جهد كبير بُذل من الإدارة الاتحادية السابقة برئاسة المهندس لؤي ناظر الذي قدّم عملاً كبيرًا جدًّا، مكّن به الاتحاد من الخروج من أزمته الصعبة.
بوادر الأزمة الاتحادية بدأت تلوح في الأفق مجددًا هذا الموسم؛ فبعد مُضي أربع جولات من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لم يقدم الاتحاد نفسه بالشكل الذي تأمله وتطمح له جماهيره الكبيرة جدًّا؛ فهو يحتل المركز الرابع عشر بعد فوز يتيم على الرائد في مستهل مشواره بالدوري.
وبكل تأكيد الحديث عن المنافسة لأي فريق من عدمها لا يزال مبكرًا جدًّا، لكن ما يحدث داخل أروقة العميد يؤكد أن الاتحاديين لم يستفيدوا من درس الموسم الماضي. ولعل قلة وضعف خبرة الإدارة الاتحادية الحالية برئاسة أنمار الحائلي هما اللذان سيدخلان الاتحاد في العديد من الإشكاليات الكبيرة. ومن الأخطاء التي ارتكبتها إدارة أنمار أنها سلمت مدرب الفريق سييرا جميع الصلاحيات؛ وهو ما جعله يتعاقد مع لاعبين أجانب أقل بكثير من مستوى الاتحاد، وليسوا على مستوى طموحات وتطلعات الجماهير الاتحادية؛ وهذا بسبب قلة وضعف الخبرة الإدارية لدى إدارة الاتحاد. وقلة الخبرة الموجودة أيضًا لدى رئيس الاتحاد قادته للخروج عبر وسائل الإعلام بعد خسارة فريقه أمام الهلال الأخيرة في مباراتهم الدورية؛ ليتفنن عبر اللقاء في توزيع الاتهامات، ورميها على الاتحاديين في محاولة منه لتبرير فشل عملهم كإدارة في صنع اتحاد قوي، يهابه الجميع كما كانت تتمنى جماهيره الوفية.
أحاديث الحائلي فيها إدانة كبيرة لعمله هو وبقية أعضاء مجلس إداراته بشكل كبير.. والجماهير الاتحادية خاصة، والرياضية عامه، أصبحت واعية، ولا يمكن أن تنطلي عليها مثل هذه التبريرات. الاتحاديون يريدون عملاً فقط؛ فالهيئة العامة للرياضة بدعم مباشر من ولي العهد - حفظه الله - قدمت دعمًا تاريخيًّا وغير مسبوق للأندية السعودية كافة، ومن يفشل في استثمار هذا الدعم لصناعة فريق قوي أعتقد أنه لا يستحق البقاء على كرسي الرئاسة مهما كان اسمه.
الجماهير الاتحادية من حقها مثل بقية جماهير الأندية الأخرى أن تشاهد فريقها منافسًا على البطولات.. وهي لم تطلب المستحيل؛ فالمونديالي تاريخه كبير؛ ويستحق إدارة تعمل لا إدارة تبحث عن الظهور الإعلامي لتبرير فشلها..!!