عثمان أبوبكر مالي
انكشف مدرب فريق الاتحاد لكرة القدم سييرا (مبكرًا) وهو يقضي موسمه (الرابع) معه؛ وذلك من خلال آخر خمس مباريات لعبها (مؤخرًا)، لم يفز في أي منها، وتعادل في مباراتين: أمام الهلال (آسيويًّا)، والعهد اللبناني (عربيًّا)، وخسر أمام ضمك (الصاعد) بنتيجة 1/ 2، وأمام الهلال مرتين (آسيويًّا) و(محليًّا) بنتيجة 1/ 3. وليست الخسائر بحد ذاتها (مشكلة) المدرب؛ فقد ألفها فريقه في العامين الأخيرين، وأصبح هو والهزائم (توأمان) لا يبتعدان طويلاً؛ المشكلة الكبرى أنه تحول إلى (فريق صغير)، خاصة في المباراتين الأخيرتين؛ ويظهر ذلك بوضوح في النتيجة، وفي نسبة (الاستحواذ). ويتحمل المدرب مسؤولية ذلك بعد أن (عبث) بالفريق الذي استلمه منتصف الموسم الماضي، وأنهى الموسم قويًّا، وهزم بطله (الاستثنائي) مرتين في غضون أيام؛ والسبب هو أنه أضعف الفريق بعد أن (شعتر) محترفيه الأجانب بالتخلي عن بعض الأسماء، وتحويل بعضهم إلى (استثمار)، وإحالة بعضهم الآخر إلى قائمة البطولة العربية، ثم أضعفه أكثر باستقطابه لاعبَين كبيرَين في السن من (بلدياته)؛ ليرفع مجموع عُمر لاعبي وسط الفريق (منطقة المناورة) إلى مائة عام (!!) في وجود عائلته اللاتينية (فيلانويفا وامليانو وخمينيز)، أو حتى كريم الأحمدي؛ فأفقد الفريق الحيوية والنشاط، وكذلك أهم مزاياه، وهي السرعة والتنوع والقدرة على المجاراة، وإكمال شوطَي مباراة واحدة.
وليس ذلك كل العبث الذي أحدثه هذا (الداهية)، وإنما يضاف إليها تسببه في سوء العلاقة بينه وبين لاعبي الفريق، سواء الأجانب (غير العائلة اللاتينية)، أو بعض المحليين، نتيجة شعورهم أنه ليس (منصفًا) ولا عادلاً في اختياراته، ومن اعتمد عليهم من اللاعبين آسيويًّا وعربيًّا؛ وسبب ذلك (فجوة) كبيرة ظهرت مع (بريجوفيتش) عند تغييره في مباراة الهلال، ومع عبدالعزيز البيشي بغيابه عن المباراة نفسها. والوضع قابل للانفجار مع غيرهما ما لم تتدخل إدارة النادي، وتوقف (كل العبث) الذي يحدث في الفريق، وبعضها لا مجال للتفصيل فيه في مقال واحد.
كلام مشفر
* إيقاف (عبث سييرا) لا يتم بالتدخل الإداري على الطريقة التي صرح بها رئيس النادي، وإنما يحتاج إلى (قرار) بإجلاس مساعده (الوطني) إلى جواره، ومنحه (صلاحيات) إبداء الملاحظات والآراء الفنية أثناء المباريات، وقبلها في التمارين؛ وذلك لتجنب قِصَر ومدة وكيفية وضعف التمارين، وانخفاض اللياقة البدنية الواضح في الفريق.
* من الواضح أن (سييرا) يصاب بالتبلد والجمود عندما (ينزنق) فريقه أو يتأخر في النتيجة؛ فلا يفكر في التغيير، ولا يقدم عليه، وإن فعل (طيّنها). ووجود مساعد من أبناء النادي، يعرف (تفاصيل) أكثر عن لاعبي الفريق، ولديه صلاحيات المشاركة، سيفتح عليه، ويوقظ حس التغيير والاستفادة من الدكة مبكرًا، وليس قبل خمس أو عشر دقائق أو حتى ربع ساعة من نهاية المباراة.
* من العبث الذي يمارسه (البروفيسور) أنه لا يتعلم من أخطائه. ومن الأدلة على ذلك الإجازات التي يمنحها للاعبيه في فترات التوقف، ودائمًا ما تكون أطول من الفرق الأخرى، وكثيرًا ما يخسر الفريق المباراة التي يعود إليها بعد التوقف، وهذا يحصل من عامه الأول.
* في عام 2017م خرج الفريق من بطولة كأس الملك (دور الـ32) على يد فريق الطائي (كان يتذيل دوري الدرجة الأولي)، ولُعبت المباراة بعد توقف، وفي الموسم الماضي خسر مباراة الفيصلي في الدور الثاني بعد تقدمه بهدفين، وهذا الموسم خسر مباراة ضمك التي أُقيمت بعد أول توقف!!
* الغريب أن إجازاته الطويلة في التوقف يعطيها للاعبين تحت (بند) مكافأة لهم. ولا أعلم الإجازة الأخيرة كانت مكافأة على ماذا لفريق تعادل في مباراتين قبلهما (الهلال والعهد)، وكان مظهره فيهما أكثر من سيئ؟
* المدربون (الكبار) يستغلون فترات التوقف، ويستفيدون منها في تحسين وعلاج نقص وأخطاء الفريق، ولا يطولونها، ولا يساوون في مدتها بين اللاعبين جميعًا، بل قد يحرمون بعض اللاعبين منها نهائيًّا، وخصوصًا من يحتاج إلى جرعات لياقية أو استشفاء أو حصص تدريبية فردية مكثفة وخاصة.
* الحقيقة إن هذا (الداهية) يزيد الإجازة من أجله وعائلته (اللاتينية)؛ بدليل أنه في موسم مضى منح إجازة ممددة للفريق، وذهب فيها لمشاهدة مباراة (كلاسيكو الأرض)، وبكل برود.
* بعد إلغاء عقد خمينيز أصبح محتمًا على الفريق أن يلعب حتى الفترة الشتوية بستة أجانب بعد أن كان في قائمته عشرة محترفين (شعترهم)، وهو الذي رفض النصيحة بأن يخصص خمينيز لآسيا فقط، ويسجل لاعبًا آخر مكانه في القائمة المحلية.
* إذا كانت الإدارة جادة ولا تريد تكرار ما حدث الموسم الماضي من مآسٍ فعليها أن توقف من الآن عبث (الشيلي) بقرار، وليس بتدخل إداري.