في السابع عشر من جمادى الأولى لعام 1351هـ وقف التاريخ مذهولاً، يسجل نقطة تحوُّل، غيّرت مستقبل الشرق الأوسط وموازينه؛ وذلك بإعلان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود اسم الدولة، وتغييره إلى المملكة العربية السعودية؛ وبالتالي بدأ عهد جديد لأهل جزيرة العرب تحت راية التوحيد، وأصبحت حقيقة بعد مسيرة كفاح ملك عادل راشد.
هذه المسيرة شهد لها القاصي والداني، والعدو قبل الصديق.. عطاء وإيمان، وسواعد بناءة، تشيد بحكمة مليكها - بتوفيق من الله - صروحًا وإنجازات؛ ليخلدها التاريخ.
اختار الملك عبد العزيز منذ بدء إعلان الدولة يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من العام نفسه، الموافق 23 سبتمبر 1932م، يومًا لإعلان قيام الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية).
ومنذ ذلك الحين تحتفل المملكة بهذا اليوم من كل عام، وتشهد مناطقها وقطاعاتها المختلفة كافة مظاهر الاحتفالات المتنوعة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن المملكة في عهد أبناء الملك عبدالعزيز (سعود، فيصل، خالد، فهد وعبد الله)، ملوك المملكة العربية السعودية - رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء -، وصولاً إلى العهد الزاهر الزاخر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، باتت تقارع بل تفوق كل الأمم رفعة وازدهارًا، خاصة من خلال ما أطلقه الأمير محمد بن سلمان من مشروع رؤية المملكة 2030، وهي خطة اقتصادية اجتماعية ثقافية سياسية شاملة للمملكة العربية السعودية، تؤسس لدخول المملكة إلى عصر جديد.
في هذا اليوم الذي يزهو به العالم أجمع، وليست المملكة وحدها، يقف الفخر ليؤدي تحية إجلال وإكبار لهذا الوطن الشامخ بملوكه وأهله وصروحه وإنجازاته. إنها قلب العالم، وأقدس بقاع الأرض.
هنا تتجه الأرواح، وتعلو الحناجر والهامات ترمق الأخضر «راية لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، تمجد خالق السماء، وتحمده على نعمائه، وتردد:
موطني عشت فخر المسلمين، عاش الملك: للعلم والوطن.
بعد 89 عامًا يحتفل كل سعودي بهذا اليوم، ليس كمناسبة عابرة أو تقليد موروث، إنه ارتباط بينهم وبين تلك اللحظة التي أصبح لهم فيها كيان موحد، لم يشهد له التاريخ الحديث والمعاصر مثيلاً؛ فهنيئًا لك أيها الوطن، وهنيئًا لأبنائك هذا اليوم المجيد.
** **
د. سعد بن سعيد القرني - جامعة الإمام محمد بن سعود