فهد بن جليد
إعلان توحيد المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932م - بعد أكثر من 30 عاماً قضاها الملك عبد العزيز ورجاله المُخلصين في توحيد أطراف البلاد، عقب استرداد الرياض في الخامس عشر من يناير 1902م - قصة تحكي أعظم وحدة عربية عرفها التاريخ، ينظر إليها العالم باحترام كبير لأنَّها جمعت الشتات، وأنهت الفرقة، ووحدت إنسان الجزيرة العربية تحت راية واحدة، ووطن واحد، واسم خالد (المملكة العربية السعودية). هذه القصة لم تعد تخصُّ السعوديين وحدهم ليحتفلوا بها كل عام، فالعالم العربي والإسلامي يُشاركنا الفرحة وهو ينظر أيضاً إلى (هذا اليوم) كتطور كبير وحدث مفصلي في تاريخ الأمة توحَّدت فيه هذه الدولة المُباركة التي تحتضن أقدس البقاع، والتي كانت وما زالت مصدر أمن وأمان وخير عون وسند للجميع في مختلف الظروف، ناهيك عن كون أرضها الطاهرة أهم وأكبر مصدر للطاقة في العالم، ما يمنح السعودية ووحدتها الأهمية والمكانة الكُبرى.
إذا كنَّا نستذكر في هذا اليوم بكل فخر واعتزاز قصص الكفاح وملاحم البطولات التي خاضها (الجيل الأول) من بناة الوطن تحت راية الموِّحد والمُجدِّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وما حققته السعودية من إنجازات وتنمية وبناء في عهد أبنائه الملوك من بعده (سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله)- رحمهم الله جميعاً- فإنَّنا نعيش هذه الذكرى 89 في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لنفاخر أيضاً بكل عصر من العصور السعودية السابقة، وما تحقق فيه من إنجاز وتقدم وتنمية لهذا الوطن الغالي، الذي تجاوز مُختلف الظروف والصعوبات والتحديات لتتحطَّم في كل مرَّة بعزيمة أبنائه وقادته، الأمر الذي يؤكد استمرار مسيرة هذه الوحدة وقطار التنمية والتطور.
العالم اليوم ينظر إلى (السعودية الحُلم) وهي تسعى لتحقيق رؤيتها يوماً بعد آخر، بهمَّة وعزيمة الشباب العالية، وبإرادتهم القوية بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لنبلغ بوطننا القمة، حدث كبير يشبه في تأثيره وأثره العظيم تلك الوحدة الخالدة التي بناها الملك المؤسس، ونحن على أعتاب عصر سعودي مُتجدِّد، بدت بالفعل خطواته التطويرية وملامحه العظيمة تظهر للعيان (بطموح) يلامس عنان السماء، تضاعف فيه السعودية الشابة مكتسبات ومنجزات السعودية الكبرى برؤية وعزيمة الشباب، لتزيد من صفحات الإشراق إشراقاً والنور نوراً بمنجزات (تنموية عظيمة) لن تحدث التغيير والتطوير في بلدنا فحسب، بل ستؤسس لعهد جديد للمنطقة، التي باتت شريكة في حلم وصول السعوديين إلى قمتهم المنشودة.
وعلى دروب الخير نلتقي.