د. خيرية السقاف
مذ لاحت ذكرى تأسيس المملكة على يدي الموحد العظيم «عبدالعزيز» - رحمه الله - واللغة في التعبير عن شموخ هذه الذكرى تتشكل بأبجدية نابعة جذورها من الحب، الانتماء، والاعتزاز بهذا الكيان الشاسع من أدنى جنوبه لأعلى شماله، ومن أقصى شرقه لأقصى غربه..
وحتى بعد الأمس لا تكل الأقلام عن الكتابة في هذه المناسبة عما تتضمنه في محتواها الزمني: 89 عامًا من الكفاح، والبناء، والتنمية، والإنجاز، ومد الجسور، ورتق الشقوق، واحتواء الذوات، وصناعة الأحلام، وتحقيق الأمنيات..
الذي لفت بقوة في هذا الاحتفاء الشعبي الممتد على المستويات الخاصة، والعامة، والرسمية، والشخصية، وعلى كل الوسائل الورقية، والرقمية، والهاتفية، ولوحات العروض، بالصورة، والصوت، باللون، وباللحن، هو وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي؛ إذ أبهرت حين جمعت كل هذا في لغة واحدة، هي لغة الحب لهذا الوطن..
من سعادة الطفل يركض برايته الخضراء، إلى اطمئنان المسن يتوكأ عصاه في الممرات، من طلقة الألوان، لمعزوفة الربان، من البحر لليم، للعين، للنهر، للصحراء من الماشية، والطائرة، والراكبة، من قمة الجبل لسفح الوادي، من مجرى الماء لشدو العصفور..
وقد تفانت العقول بمختلف الأفكار، وتبارت الهمم بأجمل الابتكارات، وكلها خضراء يافعة، تطربها كلمة الوطن، تبهجها احتفاليته داخل البيوت، وعلى المسارح، وفي الشوارع، وفي المنعطفات، وعلى الشاشات، وخلف المكبرات..
جميلة هذه اللغة الخضراء الموحدة في قوالبها منوعة تتباهى..
جميل هذا النبع السيال بمكنونه يتدفق..
دافئ هذا المداد بكثافته يجري..
قوي هذا العتاد بثقته يشمخ..
هذا هو الحب..
والحب لغة لا نصرة للغة أخرى عليها!!..
هو كل اللغات التي أبجدَ بها أمس الوطن بكل كياناته كلماته، في أفعال ناطقة، ومشاعر صادقة..
يختصرها قول القائد الغالي:
«كل عام وبلادنا بخير، وعزة، ومجد، وتبقى المملكة حصنًا قويًّا لكل محب للخير، ومحب لدينه، ووطنه»
سلمان بن عبدالعزيز.
توحدت في حبك اللغات يا وطن، والحب أنت..