يحل علينا اليوم الوطني بذكراه التاسعة والثمانين.. هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا نحن أبناء هذا الوطن.. كيف لا وهي الذكرى التي تعيد للأذهان قصة تأسيس بلادنا الغالية، وقيام كيانها الشامخ على يد المؤسس البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي جمع شتات البلاد، ووحّد الكلمة، وقضى على عوامل الفُرقة والتناحر، واستطاع - بتوفيق الله، ثم بقوة إيمانه وإرادته وشجاعته الفذة، وحنكته السياسية - أن يضع الأساس المتين لدولة عملاقة، أسهمت في تغيير مجريات الأحداث وصناعة التاريخ الحديث. لقد تمكّن الملك عبدالعزيز من تحويل البلاد إلى الوحدة والتلاحم والتآلف والمحبة ونشر الخير في إرجائها ملتزمًا بشرع الله تعالى، ومستنيرًا بسُنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - دستورًا ومنهجًا لهذه البلاد منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا. وواصل المسيرة من بعده أبناؤه البررة ملوك هذه البلاد حتى هذا العهد الزاهر، عهد قائد الأمة، رجل الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، الذي يقود مرحلة التحول الوطني وبناء الدولة الجديدة بمساعدة عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك بعد أن رأى - حفظه الله - بثاقب بصره وبصيرته ومعرفته العميقة بمجريات التاريخ أن الوقت قد حان لعملية التحديث.. وها نحن اليوم نقطف ثمار ذلك؛ إذ تشهد بلادنا - ولله الحمد - العديد من المنجزات والمشاريع العملاقة في المجالات كافة، الاقتصادية والصحية والتعليمية والتنموية والزراعية والاجتماعية والرياضية والتقنية، وغيرها مما يتعلق ببناء الإنسان، وتنظيم شؤون حياته.
وإلى جانب ذلك فإن المملكة تقف بين الدول العظمى بثقلها ووزنها وأعمالها البارزة في المجالات كافة، ولها - ولله الحمد - دورٌ ريادي ومحوري، سواء على المستوى العربي أو الإسلامي أو الدولي.
ومن هنا، وأمام هذا المجد والتاريخ والإنجازات والبطولات، حُق لنا أن نفخر في هذه المناسبة الغالية بما وصلت إليه بلادنا من تقدم وتطور وازدهار في مناحي الحياة كافة بقيادة باني نهضتنا المباركة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -.
إن الاحتفاء باليوم الوطني هو في غايته احتفاء بالتاريخ العريق، واعتزاز بالحاضر الزاهر، واستشراق للمستقبل الواعد بالمزيد من الرخاء والنماء إن شاء الله.
لقد أضحت بلادنا بكل فخر واعتزاز منارة مشعة، تستنير برؤيتها الطموحة 2030 التي تهدف إلى الوصول بالبلاد إلى اقتصاد مزدهر.
ويسرني بعد المناسبة، مناسبة حلول الذكرى الـ89 ليومنا الوطني، أن أرفع أسمى التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وحكومتنا الرشيدة والشعب السعودي النبيل.. سائلاً الله أن يحفظ وطننا وقادتنا من كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، ويديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.. وكل عام ووطني بألف خير إن شاء الله.
** **
- رئيس مجلس إدارة مجموعة المهيدب للخدمات الطبية