في كل عام تحل علينا مناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا وهي اليوم الوطني، وتجيء هذه المناسبة المباركة في عامها التاسع والثمانين والمملكة العربية السعودية -ولله الحمد- ترفل في ثوب العز والنماء، وفي كل يوم تطالعنا إنجازات هذا الوطن في مختلف الميادين وشتى الأصعدة، وهذه الإنجازات المباركة ما هي إلا ثمرة من ثمار مؤسس هذا الوطن الشامخ الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- الذي وحد أرجاء المملكة لتكون على قلب واحد.
ومع الاحتفال باليوم الوطني (89 ) تحت شعار (همة حتى القمة)، وفي هذا العهد الميمون نعيش مع قيادتنا الرشيدة تحديًا جديدًا، لنستمر بالنهوض بالإرث الكبير الذي تركه لنا أجدادنا، ورؤية جديدة تأخذنا إلى التحليق فوق هام السحاب، بتعزيز دور الشباب، وتمكين المرأة السعودية التي نالت من الحقوق في أربع سنوات ما لم تنله في دول أخرى على مدى عقود.
ومنذ التأسيس وحتى اليوم تُولي قيادتنا الرشيدة اهتمامًا كبيرًا وعناية خاصة، لتطوير وتعزيز التعليم، لبناء شباب واعد يمتلك ثقافات متنوِّعة، ثم جاءت رؤية 2030 لترسم ملامح انطلاقة جديدة إلى التقدم والتميز في تطوير التعليم عبر شتى مراحله ومختلف مناهجه وطرقه.
تسعة وثمانون عامًا من الهمة العظيمة لوطن طموح بإنتاجه ومنجزاته، تعانق روحه عنان السماء بتاريخه العريق من كل عام مخلدًا مناسبة توحيد المملكة وتأسيسها على يدي جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله.
يومنا الوطني التاسع والثمانون يوم عزيز على قلوبنا جميعًا، وهو مصدر اعتزاز وافتخار؛ لأنه يذكّرنا بالجهود التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيّب الله ثراه - ورجاله الأوفياء من أجل توحيد البلاد، ووحدة الصف والكلمة.. وهذا يكشف عمق فكر المؤسس، واهتمامه بالوحدة كركيزة أساسية، وأداة ضامنة لقيام دولة قوية، وصناعة نهضة وقوة ومنعة لدولة أصبحت لها مكانة مرموقة بين دول العالم.
ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة تملأ جوانحنا البهجة، ويغمرنا السرور اعتزازًا بالدعائم الأساسية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية حتى أصبحت - وتستظل - رقمًا صعبًا على الخارطة العالمية اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا وماليًّا وثقافيًّا وحضاريًّا، فضلاً عن ريادتها في المجال الإنساني، بشرع الله المتين، وتستمد قوتها من لحمة أبنائها ووقوفهم صفًّا واحدًا خلف قيادتهم الرشيدة من أجل البناء والتنمية، وللتصدي لكل المهددات والتحديات والمخاطر، وضد كل متربص ببلادنا، وكل من تسوّل له نفسه المساس بأرض الحرمين الشريفين كائنًا مَن كان.
هذه الروح العالية والهمة الرفيعة، التي اكتسبناها من مبادئ المؤسس - رحمه الله -، تجدد لدينا العزم والولاء والوفاء للوطن وللقيادة الحكيمة - أيَّدها الله -، والعمل يدًا واحدة من أجل البناء، وتجسيد مقاصد الرؤية 2030 التي تشكِّل امتدادًا لرؤية التأسيس وفكر البناء والنهوض، وتنطلق من الأرضية التي قامت عليها مملكة الإنسانية قبل 89 عامًا.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء في ظل قيادتنا الرشيدة - حفظها الله -.
** **
- خالد بن عبدالعزيز الجريسي