الظهران - سلمان الشثري:
قال مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور سهل بن نشأت عبد الجواد: إن اليوم الوطني هو مناسبة مجيدة تجسد تاريخًا عظيمًا لوطن عظيم، وذكرى عزيزة نستحضر فيها أمجاد الماضي وبطولاته، ونستعيد كفاح مؤسس هذه البلاد وموحدها وباني أمجادها المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله، الذي وحَّد هذا الوطن الغالي تحت راية (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)، ونشر الأمن والأمان والاستقرار في ربوع بلدنا الكريم.
وأوضح أن مسيرة التطور والنمو استمرت وتصاعدت وصولاً إلى هذا العهد الزاهر.. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله.
وأضاف أن المملكة نجحت في تحقيق تقدم مبهر في المجال السياسي من خلال تعزيز مكانة المملكة عربياً وإسلامياً وعالمياً في المحافل الدولية واتخاذ مواقف إيجابية وحقيقية ومؤثرة باتجاه دعم السلام العالمي ونصرة القضايا الإنسانية العادلة وتعزيز دور المنظمات العالمية وتطوير العلاقات الدولية وتقديم دعم لا محدود لقضايا العرب والمسلمين في المحافل الدولية ودعم المؤسسات العالمية والدولية لمكافحة الإرهاب وحماية العالم من مخاطر التطرف.
وفي المجال الاقتصادي، أصبحت المملكة إحدى أهم عناصر الأمن الاقتصادي في العالم، كما أصبحت من أكثر دول العالم في الاستقرار الاقتصادي، وتشجيع خطط الاستثمار، وحقق هذا العهد الزاهر خطوات متسارعة في مجال الإصلاح الاقتصادي وتثبيت دعائم الاقتصاد من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية، وأثبت الاقتصاد السعودي متانة الأسس التي يعتمد عليها في وقت يعاني فيه عدد كبير من دول العالم ركوداً واضحاً وأزمات اقتصادية كبيرة.
وأوضح أنه في مجال التعليم، تم رفع جودة التعليم وزيادة فاعليته وتطوير مستوى منسوبيه وتقديم الدعم لمؤسساته.
ومن جانبها، حققت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إنجازات كبيرة، فقد تم تأسيسها -كما يقول مدير الجامعة د. سهل بن نشأت عبدالجواد- في 23 سبتمبر 1963م، وهو التاريخ نفسه الذي توحد فيه هذا الوطن الغالي.
وأضاف أن الجامعة استمدت من تأسيسها في تاريخ توحيد الوطن نفسه قوة دافعة ساعدتها على أن تتحول من كلية للبترول والمعادن إلى أحد أهم دعائم النهضة العلمية والصناعية التي يعتمد عليها الوطن في تأهيل موارده البشرية مثلما يعتمد عليها في إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها من خلال إنتاج البحوث العلمية والتطبيقية، فضلاً عن دورها في خدمة المجتمع ومدِّ جسور الشراكة مع قطاعاته وتوفير حلول علمية لاحتياجاتها المتجددة والمتطورة، وأصبحت مؤسسة أكاديمية وبحثية رائدة وواكبت خططها الإستراتيجية رؤية المملكة 2030 .
وتناول إسهامات الجامعة في تحقيق رؤية 2030 وحرصها على أن تكون جامعة فريدة متميزة ببحوثها المتقدمة وبكفاءة خريجيها في المنافسة عالمياً، وذلك من خلال تعزيز التميز في إعداد الكفاءات والقيادات الوطنية، الريادة في مجالات الطاقة، الريادة في أبحاث وتقنيات المياه وحماية البيئة، توسع أثر منظومة الابتكار وريادة الأعمال، الإسهام بمبادرات ريادية لتنمية الاقتصاد الوطني، تنويع منظومة التمويل في الجامعة، الإسهام في تطوير إدارة المؤسسات غير الربحية.
وقال إنه كنتيجة مباشرة لتشجيع الجامعة أساتذتها على الابتكار ونجاحها في بناء منظومة فريدة للريادة التقنية، صعدت الجامعة إلى المركز الرابع عالمياً في أعداد براءات الاختراع بين الجامعات للعام 2018، متفوقة بهذا الموقع المتقدم على جامعات عالمية عريقة.
وأضاف إن نجاح الجامعة لم يتوقف عند تسجيل براءات الاختراع بل حرصت على تسويقها وترخيصها لدعم الاقتصاد الوطني من خلال كيانات صناعية أو تجارية تعمل على تحويل ابتكارات الجامعة إلى منتجات تقنية عبر تحالفات مع جهات عالمية وشركات ناشئة، كما استمرت النقلة النوعية التي يشهدها وادي الظهران في استقطاب مراكز بحوث متقدمة لأكبر شركات الطاقة والنفط والغاز في العالم، كما بدأ العمل في بناء أحدث مجمع أعمال متعدد الاستخدامات تحت مسمى «واحة الأعمال» يقع في مكان إستراتيجي بين الجامعة وأرامكو السعودية ويتم بناؤه بمساهمة فاعلة من صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية بالجامعة، ويهدف إلى تقديم أعلى جودة للتطوير العقاري وتوفير بيئة عمل جاذبة وتنافسية وإيجاد فرص وظيفية لكفاءات المستقبل في مجالات الهندسة وخدمات الطاقة والتدريب المهني وإثراء المقدرات المحلية.
وقال إنه للمرة الأولى في تاريخ الجامعة، تم إتاحة المجال للطالبات للالتحاق ببرامج الدراسات العليا لتخريج كفاءات قيادية نسائية في تخصصات حيوية وبمستويات عالية من الجودة والتميز.
وفي الختام، دعا الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.. إنه نعم المولى ونعم النصير.