خالد ابراهيم المزروع
ونحن اليوم نحتفل بيومنا الوطني التاسع والثمانين لمملكتنا الغالية، فإننا لابد أن نعود بالذاكرة إلى تاريخ قيام الدولة السعودية الأولى التي كانت النشأة والنواة للكيان العملاق المملكة العربية السعودية.
ذلك الكيان العظيم والأسرة الحاكمة العريقة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ قبل حوالي ثلاثة قرون عندما مهد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - عام 1157هـ لقيام الدولة السعودية الأولى وحمل لواء الإسلام والدفاع عن حياضه تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولتبسط فيما بعد سيادتها على أرجاء الجزيرة العربية بعد كفاح عظيم، مسجلة ملاحم بطولية شهدها أجدادنا الأوائل الذين حملوا الراية ودافعوا عن الأرض والعرض ضد الغزاة والمعتدين.
وعندما يأتي الحديث عن هذه الحقبة التاريخية يتبادر إلى ذهني بعض المواقف التي رواها لنا الأوائل والتي يجدر بنا استعادتها وتذكرها عند الحديث عن يوم الوطن وتأسيسه على يد الأشاوس من أسرة «آل سعود» العريقة وأعوانهم من رجالات جزيرة العرب وأبطالها الميامين.
ومن ذلك ما اطلعت عليه في (المختصر في هامة مضر) عند استعراضي لبعض المواقف والأحداث التي وقعت في القرن الثاني عشر الهجري إبان الدولة السعودية الأولى، وما صاحب ذلك من أحداث ينبغي للقارئ أن يطلع عليها عند تناول مناسبة اليوم الوطني الذي نعيشه اليوم.
حيث يقول المؤرخ في إحدى الاضاءات: إنه في عام 1222هـ حج الإمام سعود بن عبد العزيز - أحد أئمة الدولة السعودية الأولى - ورحل بعد الحج إلى المدينة المنورة وأخرج من في القلعة من أهلها، وقام بترتيب مرابطة على ثغورها، وجعل مكانهم قوات مرابطة تحت إمارة عبد الله بن مزروع. كما وجهه الإمام سعود بن عبد العزيز بعد ذلك في عام 1224 - 1225هـ إلى عمان لتولي بعض المهام العسكرية ثم اتجه إلى البريمي في عام 1226هـ، وأصبح خامس الأمراء السعوديين هناك، وكان عبد الله بن مزروع التميمي قائد السرية السعودية لصد غزو الباشا بمدينة عنيزة، ثم سار إبراهيم باشا بكل قواته إلى الدرعية، وكان بالقرب من جيش الدرعية جيش منفوحة بقيادة عبد الله بن مزروع أيضاً.
أما في عام 1225هـ فقد قاد سليمان بن سيف بن طوق التميمي، من أهل العيينة سرية دخل بها الزبارة، وطلب من أمراء البحرين التوجه إلى نجد، لمقابلة الإمام سعود بالدرعية، وكان له ذلك.
وفي عام 1233هـ كان الأمير سعد بن سعود والأمير تركي بن سعود على رأس قوات الدرعية لحمايتها من غزو الأتراك، وبالقرب منهم قوات منفوحة يقودها عبد الله بن مزروع أيضاً.
هكذا كانت الأوضاع وهكذا كانت الصورة لتستمر بعد ذلك الحروب والقلاقل ومنازعات وغزوات الأعداء والطامعين سواء في نهاية الدولة السعودية الأولى أو بداية نشأة الدولة السعودية الثانية إلى أن قيض الله لهذه البلاد البطل العظيم الملك عبد العزيز الذي أعاد ملك آبائه وأجداده، معلناً استمرار الحكم السعودي بإعلان قيام الدولة السعودية الثالثة والتي وحد من خلالها أرجاء الجزيرة العربية تحت اسم (المملكة العربية السعودية) في واحدة من أعظم ملاحم التوحيد والبناء في العصر الحديث، وليكمل أبناؤه الملوك والأحفاد مسيرة البناء والإنجاز والعطاء ولينعم الوطن - ولله الحمد - بكل هذا الخير والعز والتمكين.