نحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ89 لليوم الوطني الغالي على قلوبنا، حيث نستذكر تضحيات الأجداد والملاحم البطولية التي سطروها لتأسيس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه-. ومع توحيد أطراف هذه البلاد ولم شتاتها واجتماع أهلها على قلب رجل واحد، انبلج فجر جديد لحاضر مجيد ومستقبل واعد، فقد وضع المؤسس أولى لبنات البناء لهذا الوطن الشامخ لينعم المواطنون بالرفاهية والطمأنينة والأمن والاستقرار، مجتمعين تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. وبمرور هذه الذكرى العطرة، نرى حاضر الأبناء والأحفاد وقد رسموا ملامح المستقبل، مستكملين مسيرة العطاء والبناء، ومستلهمين تلك الذكرى كرافد يدعم جهودهم ومسارات عملهم وأهدافهم الوطنية العظيمة. فمنذ إعلان الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لرؤية المملكة 2030 وإقرارها في العام 2016 ونحن نشهد تتابع الخطى المباركة في سبيل تحديث وتطوير وهيكلة القطاعين العام والخاص، استنادا إلى جملة من الأهداف الاستراتيجية القائمة على تنويع مصادر الدخل، والاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة في قلب العالم الإسلامي، واستثمار الطاقات والكفاءات الوطنية في تحقيق التنمية المستدامة. ومنذ تولى عراب هذه الرؤية المباركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وبدأ بتنفيذها شكك الحاقدون والحاسدون في نجاح الرؤية وتحقيقها لأهدافها. ونحن اليوم- ولله الحمد- بدأنا نرى ونلمس بوادر النجاح من خلال المشاريع التنموية العملاقة التي بدأت مراحل تأسيسها على قاعدة متينة، مدعومة بإرادة حكومية وشعبية كبيرة، تتطلع إلى إحداث التحول الوطني الكبير بالاعتماد على سواعد أبناء الوطن.
اليوم وفي الذكرى الـ89 لتأسيس هذا الوطن المعطاء نرى مشاريع الأحلام وقد تحققت على أرض الواقع في جميع أرجاء الوطن، في شماله وجنوبه وشرقه وغربه وفي شتى المجالات، فإننا نفخر كسعوديين بقيادتنا الرشيدة التي وضعتنا بحنكتها وحسن إدارتها وسياساتها الحكيمة ضمن قائمة أكبر 20 اقتصادا على مستوى العالم، هذا العالم الذي بات يرى في المملكة قبلة للاستثمار والسوق الواعدة، فمدينة نيوم المستقبل والبحر الأحمر والقدية وغيرها من المشاريع أدهشت المستثمرين والأوساط والفعاليات الاقتصادية والاستثمارية العالمية، بما تتميز به من تخطيط وتنوع ومقومات نجاح عالية. ومع كل هذه الإنجازات الداخلية التي كانت شبه مستحيلة لم تغفل المملكة محيطها العربي والإسلامي فكانت خير معين للأشقاء في فلسطين من أجل نيل حقوقهم المشروعة وتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط وفق معايير العدالة الدولية وبما يتواءم مع قرارات مجلس الأمن الدولي في هذا السياق، كما تصدت المملكة لكل المحاولات الإيرانية العدوانية للتغلغل في المنطقة العربية من خلال أذرعها الإرهابية في المنطقة فلبت نداء الأشقاء في الحكومة الشرعية في اليمن للدفاع عن وحدة اليمن الشقيق. كما وقفت المملكة بكل ثقلها من أجل استعادة المنطقة لأمنها واستقرارها. وجميع ما ذكرناه يبعث على الفخر والاعتزاز بانتمائنا لهذه البلاد الطاهرة بقيادتها العربية الأصيلة وشعبها المؤمن الوفي. وختاما نسأل الباري عزوجل أن يحفظ بلادنا ومليكنا الغالي وولي عهده الأمين وشعبنا الكريم من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
** **
- نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة عجلان وإخوانه