مهدي العبار العنزي
اليوم الوطني من الأيام الخالدة في أذهان وعقول أبناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل.. أتدرون لماذا؟ لأنه في ذلك اليوم من عام 1351 من الهجرة النبوية وحّد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- هذه الأرض، وأطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية، في ذلك اليوم انطلقت إلى العالم بأسره الأهداف والغايات النبيلة لجلالته، والتي من أهمها توحيد الأفكار وتوحيد الأهداف، ولمّ الشمل وجمع الشتات، وترسيخ مبدأ العدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، في ذلك اليوم انطلقت بشاير اللحمة وانطلقت بشاير التوحيد والتعليم، وأصبحنا منذ ذلك الوقت قبيلة واحدة، نعم..
كلنا في هذا الوطن صرنا عشيره
تحت ظل اللي حمى الدار وعمرها
في ذلك اليوم المجيد أصبح العالم بأسره ينظر إلى دولة عظمى ولماذا سميت عظمى، لأن الله أراد لها أن تكون عظيمة بوجود الحرمين الشريفين ومسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبوجود شعب طموح نذر نفسه في خدمة بلاده وولاة أمره، شعب تتمثل أهدافه في الحفاظ على القيم ومكارم الأخلاق والاقتداء بالسلف الصالح، وإغاثة الملهوف، وحماية الجار، وكل مستجير، شعب نهل من العز ومن الفخر ومن الشيم ومن القيم وتربى على عقيدة الإسلام السمحة، شعب يؤمن بأنه لا مكانة لإنسان بغير وطن ولا مكان لإنسان بغير قيادة حكيمة تدافع عنه وتحفظ حقوقه، شعب منذ ذلك الوقت وعبر هذه الأعوام القصيرة في عمر تاريخ الأمم، ولكنها أعوام فخر وشموخ واعتزاز يواصل الليل بالنهار ليتقدم ليست خطوة واحدة بل خطوات كثيرة وكبيرة كلها ثقة ليصل إلى الأهداف التي رسمها له المؤسس -طيب الله ثراه- والذي اجتهد وعمل وأخلص وأوفى، وكان يتوقع أن يستمر العطاء بدون كلل أو ملل من بعده، حيث إن جلالته لم يرحل عن هذه الدنيا إلا بعد أن درّب الرجال وأوجدهم وهيأهم ليكونوا حاملين للراية من بعده وحاملين للأمانة، مواصلين للسير في خطى ثابتة لا تتزحزح، نعم إنها الأمانة الكبيرة،
بالف وثلاثمئة وواحد وخمسين
وحد جزيرتنا بتوحيد وكيان
وألف وثلاثمئة وثلاثة وسبعين
رحل لعله بين جنة ورضوان
تم استلمها سعود ريف الضعيفين
واصل مسيرة عز مرفوعة الشان
ثم استلم فيصل بعام الـ80
واربع سنين فوقهن دون نقصان
وبالف وثلاثمئة وخمسة وتسعين
خالد تولى الحكم والحكم ينصان
وبألف وأربع أميه ومن فوقها اثنين
قالت فهد قال اصعدي فوق الامتان
والف وأربع ميه وسته وعشرين
الشعب بايع صاحب القدر والشان
والف وأربع ميه وسته وثلاثين
الحكم صار لسيد الجود سلمان
وولي عهده فيه شعبه فخورين
وبه يفتخر ببلادنا كل ميدان
محمدالصاطي حفيد السلاطين
به نفتخر غصبن على كل زعلان
نعم إنها مسيرة العطاء. وإنها مسيرة خير في وطن الشموخ والإباء، والله يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وينصر الباري سبحانه وتعالى جنودنا الأشاوس وكل عام وأنت يا وطن المجد بعز وخير ورفعة.