وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
مع حضور اليوم الوطني الـ 89 تأتي حكاية الزهو والإعجاب بالملك المؤسس عبدالعزيز والمعلم في مدرسة المملكة العربية السعودية التي تعلم فيها أبناء هذا الوطن الشامخ -أدام الله عزه وحفظ قيادته- ولا زالوا يتعلمون في ظل فصول الرؤية السعودية 2030 وعهد سلمان الحزم وولي عهده محمد العزم.
الملك عبدالعزيز عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قدَّم دروساً ليست دروساً عادية، تتناقلها الأجيال، ليستنيروا بإشراقاتها المتعددة، فهي شموس كثيرة لا شمس واحدة. لقد حمل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بين ضلوعه همَّ إسعاد شعبه منذ اللحظة الأولى لتوحيد وطنه، ونظر إليهم نظرة الوالد إلى أولاده قائلاً: «سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم»؛ حتى توالت الإنجازات على يديه في جميع المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والرياضية وغيرها، لينعم المواطن والمقيم في ظل الأمن والأمان بحياة هانئة سعيدة.
فما هي الدروس التي تعلمتها من الملك عبدالعزيز؟..
* هذا السؤال طرحناه على عدد من طلاب التعليم، فلننظر ماذا استجمع خيالهم لنا:
الطالب/ ذيبان بن عايض آل زهمول قال: أفتخر بالملك المؤسس عبدالعزيز لأنه علمني بأن وطني المملكة العربية السعودية هو وطن الإنجازات التي لا تنفد، وأن عمل المستحيل هو مهمة سعودية بامتياز.. لقد صنع المغفور له -بإذن الله- قصة نجاح يعتز بها أبناء الوطن ونفتخر جميعاً بأننا جزء منها، وأن من حقنا الفخر والتغني بها على الدوام.
من جانبه قال الطالب/ عبدالله بن محمد آل طنف الشرافي: لقد علمني عبدالعزيز في سيرته العطرة بأن الإنسان عندما يبني وطنه فعليه أن يعتمد على همة رجاله، وإخلاصهم من أجله، وأن من يعزم على بناء الأرض فعليه أن يبني المواهب والعقول أولاً وأن يزرع فيها أنواع العلوم والمعارف وذلك لكي يكون باستطاعتهم القدرة على النهوض بتلك الأرض وعمرانها كي تكون تحفة فنية رائعة وجميلة.
ويضيف قائلاً: لقد كان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يولي بناء الإنسان اهتماماً عظيماً وذلك لأنه يؤمن بقدرة أبناء وطنه الأوفياء الذين استطاعوا بعزمهم وإرادتهم أن يضعوا الحجر فوق الحجر لبناء أصرح ومعالم تناطح السماء بالأفكار التي تعلو فتسمو ليتكون منها سحب تمطر على وطننا بالخير، فقد علمني والدي عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بأن رجال الصحراء قادرون على بناء الأوطان.
فيما أكد الطالب/ هذلول بن محمد الدوسري أن كل أبناء المملكة يكنّون للملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- صادق الود وفائق التقدير، لقد طبق نهجاً قويماً سرنا عليه فقادنا للرفعة، وهو كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، اللذان يأمران ويدلان على سبل تحقيق الأمن ومحاربة الفقر والجهل والجور ونبذ صور الفرقة والعنصرية والتحزُب، لقد أكبرنا فيه وصاياه لأبنائه الذين خلفوه في الحكم وحملوا من بعده المسؤولية بضرورة مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن وإحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولزوم تحقيق مبادئ العدل والمساواة وتلمس حاجات الشعب والسهر على راحتهم وتحقيق مطالبهم المشروعة وعدم مضايقتهم في أعمالهم وأرزاقهم، وكل ذلك من أجل تحقيق أعلى سبل العيش الرغيد والحكم الرشيد الراسخ.
أشاد بعد ذلك الطالب/ عبدالله بن محمد آل شملان بالسيرة العطرة للملك المؤسس بقوله: إن سيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود علمته الصدق فقد كان الصدق نهجه -طيب الله ثراه-، وأضاف لن أزيد على قوله -رحمه الله-: «سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم»، وها نحن الآن أحفاد الأجداد نشهد على صدق ما قال، ونحفل بنعم هذه الوحدة الوطنية من مظاهر الرخاء والرفاهية التي يحسدنا عليها الكثير، لقد سار أبناؤه من بعده على الثوابت والمنطلقات التي ما فتئت تضيء حاضرنا ونستشرف بها آفاق المستقبل المزدهر -بإذن الله-، وسيشهد أبناؤنا وأحفادهم بمشيئة الله تعالى على أن المغفور له كان صادقاً في رؤيته وبأنه حقق أحلامه.
كما قال الطالب/ عبدالإله بن مخزوم الغامدي: والدي الملك عبدالعزيز.. علمني بأن أعظم وخير وصية يتركها الإنسان لأبنائه أن يجعلهم يشعرون بالانتماء للوطن والعمل من أجله، لأن رفعة الوطن هو من رفعتهم، وتقدمه هو من تقدمهم، وخير الوطن هو خيرهم. فالعرفان والتقدير له -رحمه الله- تعالى وأسكنه فسيح جناته.
إلى ذلك بيّن الطالب/ عمر بن مشعل بن لبنان الدوسري أن من نتائج الوحدة الوطنية التماسك المجتمعي الذي دعا إليه الملك المؤسس، حيث قال: علمنا الملك عبدالعزيز بأن ذلك التماسك المجتمعي هو من يصنع الدولة القوية، ولهذا كان -طيب الله ثراه- يشدد على لحمة المجتمع السعودي، ويطالب أن نكون جميعاً كالبنيان المرصوص، إذا تداعى أحدنا كان الآخرون له إخوة يعاضدونه ويساندونه، فهذه الإرشادات التي أوصانا بها والدي الملك المؤسس هي الطريقة السليمة والصحيحة لتكوين مجتمع حديدي يقف أمام الصعاب مهما اختلفت أشكالها وأنواعها، ولا يسمح لأيّ خائن أن يحرك تماسكه، وأن اللحمة الوطنية خط أحمر نستميت عن تماسكها بكل ما استطعنا من قوة، هذا ما علمنا إياه الملك عبدالعزيز، فقد رأى أن مجتمعنا ناجح بقدرته على التماسك والتعاضد والانسجام.
الطالب/ مهند بن عبيد المشاويه قال: علمني الملك المؤسس عبدالعزيز بأن الإرادة وعدم الاستسلام للصعاب هو سر النجاح العظيم، فالعوائق كثر والمحبطات أكثر، ووحدة الإصرار على تحقيق الهدف هو الطريق لتحقيقه، فمن صحراء قاحلة استطاع والدي عبدالعزيز -غفر الله له- إلى لوحة خضراء غناء وصروح شاهقة ومشروعات جبارة، تبهج الناظرين، وبرؤيته المستقبلية وفي مدة قصيرة جداً وضع اسم وطني المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة، هذا ما كان يريده والدي الملك عبدالعزيز منذ أن خطط لتوحيد وطنه، أن يبني وطناً لا مثيل له بكل ما فيه وما يحتويه. وبالفعل تحقق له ما أراد فجنينا الثمار تلو الثمار.
ولم يخف الطالب/ تركي بن عبدالعزيز العرفج إعجابه بشخصية الملك عبدالعزيز حيث قال: إن الملك عبدالعزيز ليست شخصية فقط، وإنما هو تاريخ يدرّس، في رحلته لتوحيد وطننا التي تحمل الدروس والعبر، فمنذ أن حرص -طيب الله ثراه- وسعى لتوحيد القلوب والعقول وتجميع الرؤى تحت اسم واحد حتى آخر لحظة في حياته كان بينها حكايات فريدة وعجيبة سطرها ليكون نموذجاً يُحتذى به، لكل سعودي بل لكل عربي، عاشق لوطنه ولدينه يدافع ويستميت عنهما بالحق، والمساهمة ببناء حياة أفضل للأجيال، رأى أنهم يستحقونها فسعى لأن يجعلها واقعاً ممكناً لمعيشتهم، فالمغفور له كان له رؤية بأن من حق كل إنسان أن يحلم ويحقق حلمه، وأن كل ضعيف يحتاج فقط من يشد على يده فيؤازره.
كما أكد الطالب/ حمود بن حرباش الدوسري أن العبر والدروس من سيرة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ما زالت تتوالى علينا حتى وقتنا الحاضر، فالتجربة السعودية بتفاصيلها من أفضل بل أفضل تجربة في العصر الحديث، فالعالم من حولنا يتجزأ ويتطاحن ونحن كنا وما زالت رؤيتنا أن نتكاتف ونتحد في وجه المؤامرات والفتن والمغرضين والحملات المشبوهة، وعلى هذا النهج سنسير وسنبقى، فالرؤية السعودية 2030 وما اتفق عليه من مساراتها في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان واهتمام ومتابعة سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- كانت هي تأكيد الاستمرار نحو المجد لوطن لا يعتمد على النفط في مداخيله، وكل يوم نحصد نجاحاً لتطبيق الرؤية التي شحذت الهمم ووحدت الرؤى وأصبح الهدف واحد وهو رفع علم وطني المملكة العربية السعودية عالياً والامتياز في جميع الاتجاهات والقطاعات.
ولم يغب عن ذهن الطالب/ عبدالعزيز بن علي القحطاني ذلك العمل الخيري الذي يقوم به الملك عبد العزيز رغم مشاغله في توحيد وبناء دولته حيث قال: لقد علمني الملك المؤسس -طيب الله ثراه- بأن العمل الخيري والإنساني هو المرفأ الآمن الذي ترسو عليه أحمال المعاناة الثقيلة والقلب الرحب الذي يتسع لأفئدة تنوء بالألم المتفجر في دماء أوردتها وشرايينها المتيبسة أو المتجمدة من الخوف والدواء الذي يضمد أجساداً تكالب عليها الجوع ينخر عظامها ويمتص الظمأ رطوبتها، فهاهو وطننا منذ عهد المؤسس وحتى اليوم يمد يد العون والمساعدة والإحسان إلى الناس ويساهم في كثير من المشروعات الكبرى لخدمة أشقائه العرب والمسلمين، ويحرص على إغاثة المحتاجين في شتى الدول والأصقاع، فهاهو وطننا يسير على ما قاله رحمه الله: «أنا وأسرتي وشعبي، جند من جنود الله، نسعى لخير المسلمين». فرحم الله مؤسس وطننا عبدالعزيز الخير، ورفع شأنه وأعلى قدره في الجنة، وبورك في أبنائه وأحفاده الذين حملوا الراية من بعده، ليقودوا المملكة إلى مزيد من التقدم والتطور، لترفرف رايتها بين النجوم.
الطالب/ حسن بن ناصر الغوينم قال: في الحقيقة أنا لا أستطيع أن أعدِّد الدروس التي تعلمتها من الملك المؤسس ولا أتصور في يوم من الأيام أنني سأستطيع إحصاءها كاملة. ولكن الذي أستطيع أن أقوله في هذا الجانب هو الشكر كل الشكر لله تعالى ثم له -طيب الله ثراه-، الذي علمنا التواضع والكرم والرفق والصبر والشجاعة والحكمة وبعد النظر وقوة العزيمة والعمل الدؤوب، وجعلنا أنا وزملائي وإخواننا نحبه ونقدره ونتغنى بإنجازاته.