في مثل هذه الأيَّام المباركة تحل على بلادنا مناسبة عزيزة على قلوب أبناء هذا الوطن المعطاء وهو اليوم الوطني المجيد الَّذي تم فيه تأسيس هذا الكيان الكبير على يد المؤسس جلاله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بعد سنوات طويلة من الكفاح المرير والتعب والعناء والمشقة فقد تمكن بعد الله من تحويل البلاد من ساحة قتال ونهب وسلب وفوضى إلى واحة أمن ورخاء ونماء بعد ملحمة بطولية واسعة خاضها ومن معه من الرِّجال الأشاوس بحكمة وروية وشجاعة.
ولم يتوقف المؤسس عند هذا الحد بل ساقته همته وطموحه إلى مواصلة مسيرة البناء في شتَّى المجالات حتى أعد هذه المجالات لمن يأتي بعده من أبنائه البررة على تطوير البلاد والأخذ بها إلى مصاف الدّول المتقدمة مع الحفاظ على القيِّم العالية والمبادئ السّامية حتى تسير خطوات التّنمية بخطى ثابتة تتحلى بالعدل والمساواة وعدم المغالاة نحو التّقدم والازدهار مرتكزة على إرث فكري وعملي يحمل بذور البقاء والنماء وهذه المناسبة الغالية تجعل كل فرد من أفراد هذا الوطن يوجه تحية إعجاباً وتقديراً واحتراماً لهذا الفارس العملاق الذي بذل الغالي والنفيس في نشر الأمن والسَّلام في كافَّة أنحاء بلادنا المترامية الأطراف حتى أصبحت البلاد دولة عصرية تواكب مسيرة الدول المتقدمة.
إن لهذه المناسبة الغالية أهمِّيَّة كبيرة تستعيد في ذاكرتنا الأسس الأولى التي تولدت منها معالم نهضة بلادنا اليوم ومن خلال هذه الكلمة القصيرة نتوجه برفع الأكف بالدعاء الصادق لمؤسس هذا الكيان الكبير سائلين المولى -عزَّ وجلَّ- له بالرحمة والمغفرة وأن يعين أبناءه من بعده على مواصلة النهضة بالبلاد وتثبيت دعائم أمنها واستقرارها ونخص ولي أمرنا وقائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشّريفين الملك/ سَلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السّمو الملكي الأمير/ مُحمَّد بن سَلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- جميعاً من كل سوء ومكروه.. إنه سميع مجيب.
** **
- عبدالعزيز الصالح