د. شروق حاسن
كم من صفحة يحتاج إليها مؤرخ في الزمان القادم ليكتب عن التقدم والإنجاز الذي حدث للمرأة في عصر الملك سلمان، وكم من شكر تصنعه ابنة هذا العصر لرؤية ثاقبة طالت كل عناصر الحياة الخاصة بالمرأة، الخروج من عنق زجاجي بالغ الضيق يعتبر بحد ذاته إنجازا، لتحظى المرأة بعد ذلك بقدر وافر من الإصلاحات التي تمكنها من العيش بطريقة كريمة حرة ذات إرادة.
إن المتأمل في المعاناة السقيمة التي كبتت أنفاس النسوة المختنقات لعدة سنوات، وفي معاناتهن الزاخمة بالتفاصيل، ليجد نفسه أمام شكرٍ عظيم يصنعه لحكومتنا المتينة الرائعة، شكر يليق بعمل إنساني وحقوقي فخم وشاهق يربت على كل جرح مرت به نساء الوطن من الظلم.
بعد أن جاء الأمر السامي لتمكين المرأة من الخدمات، عادت لها صلاحياتها وحقوقها الطبيعية، لتستطيع إنهاء إجراءتها باستقلالية، وانتهت معاناة الكثير من النساء اللاتي تعرضن لظلم أوليائهن.
لم يقف الأمر عند قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة حيث تستطيع التنقل بكامل حريتها وبخصوصية مطلقة، بل حصلت المرأة على حقها في السفر، صنعت قرارات الحرية فأساً كاسراً للقيود التي منعت المرأة من التحليق في عالم الاختيار أعواماً كثيرة، تلك القيود الآسرة التي لم تقدم للمرأة إلا القيد والهوان والصلاحية المطلقة التي أعطت لغيرها الحق في التحكم بكل ما يتعلق بشؤونها وقراراتها.
ومن الأوردة المتينة التي تصب أملاً في مجال الأسرة والحياة الاجتماعية، حصول المطلقة وأبنائها على مساندة مباشرة من صندوق النفقة وضبط سن زواج القاصرات، والمشاركة الاجتماعية وتوليها مناصب قيادية، كل هذا بمثابة سهام قاذفة لكل عنصرية واستبداد تجاه المرأة، لا شيء يقف أمام سقف الطموح الذي أتيح اليوم في عالم المرأة السعودية، اليوم لا وصف ولا شكر ولا كلمات تليق بالحرية والانتصار الذي حققته الرؤية المميزة كتميز صانعها.
يحق لنا في هذا الزمن الفخر بهذا الاتساع الذي أتاحته القرارات الإصلاحية العادلة في شأن المرأة، والتي تبشر بمستقبل زاخر بالإنجاز والتقدم، حصول المرأة السعودية على حقوقها الأساسية ستمكنها من التحرك إلى أهداف سامية أعلى مليئة بالإبداع الذي لا مثيل له في تاريخ سابق.
إن القرارات المميزة التي طالت المرأة السعودية تجعلها كاملة الأهلية، إنسانة كريمة حرة قادرة على التقدم في كل الخيارات المتاحة، لا حاجة لها بمن لا يؤمن بها، ولا مجال أيضاً لولي غير عادل.
أصبح الجميع سواسية أمام الرؤية الحكيمة، أصبحت الحقوق متاحة للجميع، لا فرق بين النساء والرجال، لا عنصرية ولا استبداد، قفزنا للأعلى وامتنعت عنا سبل الظلم.
هذه القرارات المنقذة لوضع المرأة تشبه القفزات المتسعة الخطى لتأخذنا من ضفة فارغة الحقوق إلى أخرى مكتنزة بالحياة والحرية والأمل والطموح، لم نعد نحن النساء قاصرات إلى الأبد، كيف لا يحق لنا الفخر بكوننا نساء هذا الوطن، كيف لا نبتسم لأننا بنات الملك سلمان.