د. تنيضب الفايدي
المنتمون إلى الكيان الشامخ (المملكة العربية السعودية) أسرة واحدة، تؤلف بينها القربى والدار، وتخضل علائقها الوردية الشذا على نهر التقوى، وتهطل على حدائقها المسيّجة بالإيمان سحائب المحبة والإيثار. أرض رائعة، تضم أطهر بقعة في الوجود: الحجاز حيث مكة المكرمة، والمدينة النبوية، وحكومة رشيدة تشرف بخدمتهما، وإظهارهما في أجمل صورة، تجعل ألسنة الحجاج والمعتمرين ربيعية الثناء على مَن رسم هذا الألق الحديث للمشاعر المقدسة.
أما الرياض، فؤاد الوطن النابض بالحب، قلب نجد حيث يضوع الشيح، والعرار، والخزامى، والرند، فقد أشعلت مشاعرك بالتهاب رمضائها بالأحرار، يكتبون على الرمل الأبي أحلى ما يكتبه الأحرار من قصائد ترفل بالوطن، ورموزه.
ألم تنقش هذه المدينة الصحراوية المقتحمة حضارة القرن العشرين عذوبتها على فؤادك؟
تسلمك نجد الشموس إلى الساحل الشرقي الذي يعانق فيك الساحل الغربي صفاء، وهدوءًا، ونقاء، حيث الأمواج المتكسرة على خفر السواحل، ونقاء قلوب الناس المكسوب من نقاء زرقة البحر.
عروس البحر الأحمر، وعروس الخليج العربي، تكتبان على فؤادك الإحساس نفسه حبًّا ووفاء، تسكبان على ملامحك ما تسكبه ينبع. تِهْ، أيها الوطن فخرًا بأبها والباحة، كما تتيه بالقطيف والدمام، واشمخ بهاء وجمالاً؛ فاللذة المسكوبة في فمك من عنب الطائف كاللذة التي يتركها في فيك «خلاص» الأحساء.
أيها الوطن، هل تسمح لي بأن أنظم أيامي قصيدة في تقديم أقل ما يقدَّم لك، وأن أستل أروع معانيَّ من كرم أهل القصيم، وصفاء نفوسهم، وعلو هممهم، وأن أرسم المستقبل المطري في جازان مضمَّخا بعطر الكادي، وفي نجران محمَّلاً بعبق التأريخ، وأن أعتز بالغاليتين (عرعر، والقريات)، وأن أزهو بتبوك، التي خطا عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطواته المباركة، وحملت اسم غزوة من غزواته - صلى الله عليه وسلم -!
تشمخ أجا وسلمى (مَوطن رمز الكرم العربي) بشموخك أيها الوطن، وأطارحها الحديث حول عدي وسفانة - رضي الله عنهما - ابنَي حاتم حيث النار الليلية الجالبة الضيف والعتق: الخصب والخصب؟
أيها السعوديون: رددوا معي مفعمين بالانتماء، والزهو، والثقة بالمستقبل المبني على الثقة بالله:
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خير في مَن لا يحب بلاده
ولا في حليف الحب إن لم يتيَّمِ