خالد بن حمد المالك
بكل الحب، وبقدر لا حدود له من الوفاء والعرفان، بما أنجز، وما هو في الطريق، من الهمة إلى القمة، ومن عبدالعزيز إلى سلمان، نحتفل غدًا، ونقدم للعالم تجربة وحدوية غير مسبوقة بطلها الملك المؤسس عبدالعزيز، ذلك الفارس الذي ما هاب ولا تردد، ولا ساوره الشك في قدرته على تحقيق ما سعى إليه.
* *
هو الوطن العزيز، مصدر إلهامنا لنطوقه بحبنا، ونمنحه كل قدراتنا لحمايته بمهجنا ودمائنا وأرواحنا، وبالتالي فلا نخذل من سلمه لنا أمانة في أعناقنا قبل أن يودعنا وداع الأبطال، فالوطن خيمتنا، ومظلتنا، وشجرتنا، وحياتنا وموتنا.
* *
كل شيء في وطننا يغرينا لحبه، كل ذرة تراب فيه تستدعينا للدفاع عنه، وكل إيماءة من شجرة، أو تمايل في غصن فيها، فهي تذكرنا بالعلاقة والروابط الممزوجة بحب لا ينتهي مع هذا الوطن الجميل، وكل نبض في عروقنا هو تذكير لنا وتحفيزنا لمنح المزيد من الحب لهذا الوطن الغالي، فهو في سويداء قلوبنا، وهو أبدًا في أحداق عيوننا، ونحن به أقوياء وسعداء، وما مثله بلد كما قال شاعرنا.
* *
آه يا وطني، خذ منّا كل الحب، وكل الوفاء، وسوف لن ننسى الملك الملهم، موحد البلاد، وصانع تاريخها وأمجادها، وبطلها المغوار، الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، فهو من صنع تاريخ البلاد، وحقق لها مجدها، وكرّس قوتها، ورسم الخطوط العريضة لمستقبلها، ولم يترك زعامتها وقيادتها للمجهول بعد وفاته، فقد علّم وربى أبناءه الملوك من بعده كيف يحمون ويطورون بلادنا على خطاه ونهجه وفكره وسياساته، وهو ما فعلوه.
* *
هناك كلمات ننتشي بها، نرددها، مع كل عام نستعيد فيه هذه المناسبة المجيدة، ونتصفح فيه هذا التاريخ عن قائد التأسيس، مرورًا بمن استكملوا بعده هذا المنجز الكبير على أيدي الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، ثم سلمان ومحمد بن سلمان، بما لا يمكن أن نقول عن هذا الحقبة التاريخية بأقل من عفويتنا في إطلاق مثل هذه المشاعر لتبوح بما تختلجه نفوسنا من حب عميق وصادق لوطن معطاء، وقادة عظام.