فهد بن جليد
برأيي أن على وزارة الصحة والجهات الصحية والدوائية والإعلامية في المملكة، مسؤولية الحد من فوضى إعلانات التجميل وإنقاص الوزن -فمن غير المنطق- أن تبقى التحذيرات والتنبيهات (كردود فعل) فقط، مع بعض المحاولات الخجولة (لصدِّ) هذا العبث والخطر والتحذير منه، في ظل وجود قوانين صارمة يمكن تفعيلها لمواجهة التحايل الذي يمُارسه مع الأسف أطباء وعيادات مُرخص لها (مُعظمهم أجانب) وأطباء عرب، وجدوا في تسويق الوهم ودغدغه مشاعر (الحالمين والحالمات) بأجسام رشيقة وملامح جمال (سوقًا رائجة) لتحقيق مكاسب كبيرة، فضلاً عن الأضرار والمشكلات الصحية التي تخلفها بعض تلك العمليات الخاطئة، هناك (سببان) أرى أنهما أسهما في تزايد الأخطار، الأول (ضعف الرقابة) أو على أقل تقدير عدم (الإعلان والتشهير) عند تطبيق العقاب بحق بعض المُمارسين، والسبب الثاني هو صمت (الضحايا) المُتضرّرين أنفسهم خصوصًا الفتيات التي تبخرت أحلامهن، ليتجرَّعن مرارة العيش مع الواقع المؤلم الجديد بعيدًا عن الفضيحة التي ضرَّرها الاجتماعي أكبر على حياتهنّ.
إذا لم يتكلم المتضررون من الأخطاء الطبية التجميلية، ولم تظهر قصصهم ومعاناتهم للعلن لن يتم (عقاب المُجرمين) والوصول لهم، ما يعني استمرار (مسلسل) وقوع المزيد من الضحايا الجُدد بصمت -في أكثر من مقال سابق- اقترحت على وزارة الصحة وضع (رقم سري) للإبلاغ عن أخطاء وآثار عمليات التجميل لمُحاسبة الأطباء والعيادات المُتسببة، ولتقديم الدعم النفسي والاستشارة للمُتضرِّرات -مع ضرورة مراعاة الاعتبارات الاجتماعية- لتنجح الخطوة، نحن اليوم لا نملك أي بيانات أو إحصاءات أو أرقام حول عدد عمليات التجميل ونسبة الفاشل منها وعدد المُتضرِّرين، ولا يمكن القيام بأي خطوة عملية لتصحيح الموقف في ظل غياب مثل هذه البيانات والمعلومات والقاعدة المعلوماتية، هذا الأمر منوط بوزارة الصحة التي عليها التحرك قدمًا في هذا الملف.
تثقيف المجتمع ورفع مستوى الوعي حيال عمليات التجميل ومضاعفاتها (مطلب ملح) مع تزايد الهوس بها عند الجميع، ولا سيما أن هناك إهمالاً واضحًا في الفحوصات اللازمة وتقييم الوضع قبل اتخاذ القرار، نتيجة استغلال بعض العيادات والأطباء لجهل المرضى وحلمهم بنتيجة سريعة، ما أودُّ لفت الانتباه له وتأكيده مرَّة أخرى هو أن على وزارة الصحة أن تتصدى للآثار الخاطئة لعمليات التجميل وهو ما يوجب التحرك والتنسيق مع مختلف الجهات للحفاظ على صحة وسلامة الجميع ووقف كثير من العبث في هذا الملف.
وعلى دروب الخير نلتقي.