«الجزيرة» - الاقتصاد:
اختتم المؤتمر السعودي الدولي للحديد والصلب، الذي نظمته اللجنة الوطنية لصناعة الحديد بمجلس الغرف السعودية، وأقيم من الفترة 16 - 18 سبتمبر برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، أعماله بعد ثلاثة أيام من الجلسات العلمية المكثفة ناقش فيها متحدثين من 23 دولة، أبرز التحديات التي تواجه هذه الصناعة المهمة والحيوية على المستويين المحلي والعالمي، حيث حقق المؤتمر الذي يقام على أرض المملكة لأول مرة نجاحًا لافتًا، انعكس ذلك من خلال الحضور الذي تجاوز 800 مشارك، بينهم 43 مشاركًا يعتبرون من القيادات ومن الصف الأول في صناعة الحديد على مستوى العالم.
وقال رئيس المؤتمر ورئيس اللجنة الوطنية لصناعة الحديد المهندس رائد العجاجي: إن المؤتمر خرج بـ11 توصية تنسجم مع توجهات رؤية المملكة 2030 برفع مستوى المحتوى المحلي، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى إزالة كل العقبات أمام صناعة الحديد والصلب في المملكة، مبينًا أن المملكة ومن خلال الأحصاءات التي أوردها الخبراء المشاركون في المؤتمر، تمتلك 780 مليون طن من احتياطي خام الحديد، يمكن استخدامها لتوفير احتياج مصانع الحديد والصلب في المملكة، وإلى جانب ذلك ستشهد المملكة استثمارات ضخمة في قطاعات جديدة مثل السياحة والترفيه، وسيكون هناك فرص لموردي الحديد والصلب عبر مجموعة من التجمعات الصناعية الحالية والمستقبلية مثل صناعة السيارات، وبناء السفن، والصناعات العسكرية، كما يمثل الدافع القوي لزيادة المحتوى المحلي فرصة للمستثمرين لتطوير قدرات منتجات الحديد المسطحة وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة غير المتوافرة حاليًا في المملكة العربية السعودية، وجاءت الرسالة الرئيسة للمؤتمر بأنه ينبغي دمج هذا التطور الصناعي والاقتصادي بين السلطات الحكومية والمستثمرين والموردين، عبر تشجيع الاستثمار الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي ليكون موضع ترحيب في المملكة مع تقديم كل التسهيلات ذات العلاقة، كما أوصى المؤتمر بأن تخفيض أسعار المواد الأولية محليًا أمر بالغ الأهمية، وليس من مصلحة هذه الصناعة رفعها، مضيفًا أن هناك إجماعًا حول الاهتمام بالبيئة والمحافظة على الصحة العامة، وأصبح التفكير في التقنية التي يمكنها إعادة تدوير غبار الأفران الكهربائية EAF وتقليل هدر صناعة الحديد أمرًا يستوجب التطبيق.
وأضاف العجاجي، يمثل الدافع القوي لزيادة المحتوى المحلي فرصة للمستثمرين لتطوير قدرات منتجات الحديد المسطحة وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة غير المتوافرة حاليًا في المملكة، حيث جاءت الرسالة الرئيسة للمؤتمر بأنه ينبغي دمج هذا التطور الصناعي والاقتصادي بين السلطات الحكومية والمستثمرين والموردين، عبر تشجيع الاستثمار الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي ليكون موضع ترحيب في المملكة مع تقديم كل التسهيلات ذات العلاقة، ولدعم ذلك يجب على المملكة التركيز على تنفيذ التدابير المشروعة الخاصة بمعالجة الممارسات الضارة في التجارة الدولية لحماية الإنتاج المحلي، كما يمكن الاستفادة من تجربة الهند والصين ودول أخرى عديدة قامت بفرض معايير الجودة لمنع الواردات غير المطابقة من دخول أسواقها. وبين العجاجي أن من أهم التوصيات أيضًا الاستثمار في التعليم لإعداد الجيل المقبل، الذي بدوره سيدفع بصناعة الحديد والصلب إلى الأمام، من خلال إنشاء أكاديمية متخصصة في صناعة الحديد والصلب لتدريب شباب الوطن من الجنسين، إضافة إلى أن الخبراء حثوا المصانع الوطنية على تحسين كفاءة الإنتاج والاعتمادية ورفع مستويات الإنتاجية لأرقام مقاربة للمنافسين الدوليين، وكذلك النظر في التنسيق بين المصنعين المحليين لمعالجة طاقات الإنتاج التصميمية الفائضة والخروج بتوصيات من شأنها توجيه خطوط الإنتاج نحو منتجات ذات قيمة مضافة ومتلائمة مع مقترحات الإستراتيجية الوطنية للصناعة.