فوزية الشهري
في 23 سبتمبر من كل عام، يشرق يوم عظيم على بلادنا ونحتفل فيه بتأسيس المملكة العربية السعودية، أنه عرس الوطن، وتتزاحم المشاعر والأفكار، وتتسابق للكتابة عنه وله.. لكنها تقف عاجزة لتكون شيئاً يليق بهذا اليوم المجيد وهذه المناسبة الغالية على قلب كل مواطن مخلص.
انتابتني وقلمي الحيرة عن ماذا نكتب؟.. عن الإنجازات المتسارعة أم الأمن والأمان أم أعمال دولتنا الإنسانية التي وصلت أصقاع الأرض أم منجزاتها السياسية أو الاقتصادية أو تمكين المرأة، أو عن مسيرة التنمية التي تقودها بجدارة أو عن دورها الريادي في العالم، ماذا نكتب.. فكل ذرة في بلادي تستحق أن يكتب فيها معلقة من الحب والثناء.. هل أكتب عن ماضٍ نفخر به أم أكتب عن مستقبل مشرق لدولة اختارت أن تكون مكانها القمة وهمة شعبها همة طويق،عاشقة أنا.. وقلمي عاشق.. وكلانا يخشى أن تخذله الكلمات لوصف محبوبه.... يا ربي خذ بيدنا لنطرز الحب وننثر الوفاء لهذا الوطن العظيم.
سعوديتي.... في يومك الوطني يؤرقني جداً وأنا أم وتربوية.. كيف أغرس حبك في قلوب الأبناء؟.. في ظل التحديات الكثيرة والانفتاح الثقافي.. فالوطن أغلى ما نملك وحبه شعور غريزي وفطرة مزروعة فينا، والولاء المطلق للوطن قيمة ثابتة ولا يقبل الازدواجية.. ومن كان له ولاء مزدوج فهو كمن لا ولاء له، وهو أهم شروط المواطنة الصالحة وقيم الوطنية.. والولاء ليس شعارات أو عبارات ولا أهازيج تتردد في المناسبات، بل هو ارتباط عقلي وجداني، وهو العمل على خدمة الوطن ومصالحه العليا وسلامته وصون سيادته وحماية استقلاله والحفاظ على كرامته.
إن الولاء للوطن مبادئ ترويها المشاعر وتتوجها الأفعال، لذلك وجب علينا السعي الحثيث على أن يشرب هذا الولاء قلب كل ناشئ، وعز الوطن بقوته الداخلية وولاء أبنائه وانتمائهم له. أن تربية الأبناء على حب الوطن من المعاني المهمة التي يجب على الآباء والأمهات والمربين الحرص عليها، فحب الأوطان يكبر في القلوب كلما كبرت الأعمار وبحبه يصبح الفرد محصناً ضد التيارات المنحرفة فلنعلمهم أن الوطن لا يعوض وأن من يخسر وطنه خسر كل شيء، فليروا حبنا لوطننا بالقول والعمل، وعليهم أن يدركوا أن كل ذرة من تراب وطننا نحن مسؤولون عنها.. هيا لنشاركهم الاحتفال بالمناسبات الوطنية، ونرفع علمنا عالياً ونردد السلام الملكي بصوت مسموع ونفسر معانيه لهم، ولنحاورهم عن المخاطر التي تحيط بوطننا والصعوبات التي تواجهنا وكيف كنّا وكيف أصبحنا، فلنمجد أعمال رجال أمننا وجنودنا الأبطال ونروي قصص تضحياتهم بكل فخر.. يجب أن يعرف أبناؤنا أنهم أمل المستقبل والحصن الحصين للوطن؛ وأن حبهم له أنجع وسيلة للحفاظ عليه.
الزبدة:
سلامًا أيها الوطنُ الأعزُّ
بفضلِ اللهِ واللهُ المُعِزُّ
بك الحَرَمان لا يأتيكَ ذلٌ
ولا خَبَثٌ ولا غيٌّ ورُجْزُ
فلا تأبه لأحقاد الأعادي
ولا تعجَب فقدرُك يَسْتَفِزُّ:
مَكامِنَ أَنْفسٍ ضاقت بمجدٍ
قديمٍ سرمدٍ فيها يحُزُّ
- عبدالرحمن بن مساعد