«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
- دشّن الأهلي والوحدة مبكرًا النسخة الجديدة من مسلسل «إقالات المدربين في الدوري السعودي» عندما أعلنا إقالة الثنائي الكرواتي برانكو وستيفانوفيتس بعد 3 جولات فقط من انطلاقة الدوري.
- عادة ليست جديدة على دورينا، ولا على صناع القرار في أنديتنا؛ فالمدرب هو الحلقة الأضعف عند الهروب من الإخفاق في التخطيط ورسم الاستراتيجيات وتحمُّل المسؤولية؛ لذلك لا يوجد قرار أسهل تمريره على المشجع لامتصاص الغضب الوقتي سوى إقالة المدرب بغض النظر عن التوقيت بعد الجولة الأولى أو السادسة والعشرين؛ فكلاهما عند خبرائنا «سيان»!
- المدرب هو الوحيد في منظومة كرة القدم السعودية الذي لا يمكن تحديد فرصته بعكس غيره. فكم من إداري جلس على الكرسي سنوات، ولم تجد المطالبات بتنحيته مجيبًا، وكم من لاعب تجاوزه قطار التألق، وبقي مفروضًا على تشكيلة الفريق، وكم من لاعب تسبب في ضياع جهد زملائه برعونة أو خطأ فردي ولم يعاقَب.. كل أولئك كلفوا الأندية الملايين من العملات الصعبة، لكن مع كل ما سبق يبقى الجميع في مناعة إلا المدربين؛ فهم على كف الإقالة منذ اللحظة الأولى لوصولهم لتدريب فرقنا ومنتخباتنا.
- إذا كنا فعلاً نطالب بالتطور واللحاق بالآخرين واستكشاف المواهب، وننتقد ندرتها وضعف هجوم المنتخب، فيجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا؛ فنحن نصبر على كل شيء إلا العنصر الأهم في هذه الحلقة، وهو المدرب الذي يضع الخطط في الأندية، ويرسم الاستراتيجيات، ويعدُّ اللاعبين، ويحدِّد موعد تقديمهم للملاعب، فإذا كان هذا العنصر غير مستقر، ولا يتم انتدابه بعناية وهدف، فلن نصل لأكثر مما وصلنا.
- أعتقد أن المدرب المنحوس هو من يقع عليه الاختيار للتدريب في أنديتنا؛ لأن مصيره لن يكون معلقًا بالتقييم في نهاية المطاف، وإنما بنتيجة مباراة، ومزاجية نجم، ورؤية إداري، وانتقاد إعلامي.
- برانكو وستيفانوفيتس لن يكونا آخر المغادرين لدورينا هذا العام؛ فالقادم لا يزال في الطريق، وأكاد أجزم بأن مصير سييرا في الاتحاد معلق بنتيجة مباراة أو مباراتين، والميرون الشباب سيغادر إذا واصل التعادلات، ورازفان الهلال سيطير إذا لم يحقق الآسيوية، وحتى فيتوريا مدرب حامل لقب الدوري (النصر) مصيره معلق بكرة الثلج التي تكبر بين الجهاز المشرف على الفريق وبعض الشرفيين النصراويين، ومصير مدربي الحزم والرائد والفتح ليس ببعيد عن مصير برانكو واستيفانوفيتش.
نأخذ مثالاً بالأورغوياني كارينيو الذي أصبح عاطلاً تمامًا في بلاده؛ لأنه ليس لديه جديد، ها هو يعود لملاعبنا. ومَن يقرأ في سيرته سيجد أنه منذ عام 2012 قضى أكثر من نصف المدة في الدوري السعودي. صحيح أنه نجح عند قدومه، وحقق البطولة مع النصر، لكنه بعد ذلك ماذا قدم؟ هذا مثال بسيط على طريقة الاختيار. وإذا عرفت الطريقة فلن نستغرب الإقالة!
- أخيرًا.. العرض مستمر، والإقالات لن تتوقف!