د. محمد عبدالله العوين
يحل علينا اليوم الوطني التاسع والثمانون يوم الاثنين 23 من سبتمبر 2019م الموافق 24 محرم 1441هـ وهذا الوطن العظيم بقيادته الكريمة وشعبه الوفي يواصل البناء والتجديد ويدافع الأطماع والدسائس وأحقاد الأعداء.
تسعون عاماً مرت على ذلك اليوم التاريخي 23 سبتمبر 1931م الذي أعلن فيه القائد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- توحيد أجزاء هذا الوطن بعد اثنين وعشرين عاماً من المعارك برفقة المخلصين الشجعان إلى أن تكامل انتظام عقد اللؤلؤ ليشكل أجمل وأقوى وحدة سياسية عربية لوطن أشبه بقارة في العصر الحديث.
تسعون عاماً مرت ونحن ننتقل مع كل ملك من ملوك الأسرة السعودية الحاكمة الكريمة من مرحلة إنجاز وبناء إلى مرحلة أخرى أكثر تطوراً وتقدماً تكمل ما بدأه السابقون.
لكل ملك بصمته الخاصة على جبين هذا الوطن؛ بدءاً من الموحّد الذي لم يكتف ببطولات التأسيس ومخاضاته الصعبة، بل عني أيضاً بالتعليم والابتعاث واكتشاف كنوز الأرض المباركة والإفادة منها فأصر على حث الشركات الإنجليزية ثم الأمريكية على مواصلة البحث لاكتشاف البترول إلى أن يسَّر الله اكتشاف البئر7 (بئر الخير) في الظهران عام 1938م - 1358هـ على يد المهندس الأمريكي ماكس ستينكي.
أسس الملك عبد العزيز المعهد العلمي السعودي بمكة 1345هـ ثم مدرسة تحضير البعثات بمكة 1355هـ، ثم مدرسة دار التوحيد بالطائف 1364هـ ثم كلية الشريعة بمكة 1369هـ.
ويمكن القول إن عهد الملك سعود كان قفزة كبرى في ميدان التعليم والصحافة، وعهد الملك فيصل كان تحدياً سياسياً واجه القوى المناوئة في الوطن العربي وواجه التيارات الأيدلوجية التي كانت تخبئ تحت دثارها مشروعات سياسية استعمارية؛ كالشيوعية والبعث والقومية وغيرها.
واتسم عهد الملك خالد بطفرة هائلة في البناء والتشييد والمشروعات الكبرى وانعكاس المردودات المالية الضخمة على الارتفاع بالمستوى المعيشي للمواطن بما عرف بمرحلة الطفرة الأولى.
واتسم عهد الملك فهد في مرحلته الأولى بمواصلة ما بدأه الملك خالد من مشاريع البناء والتحديث، ثم صمود وتحد للقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة ودرء آثارها السيئة وانعكاساتها السلبية عن البلاد؛ كثورة الخميني المشؤومة ثم الحرب العراقية الإيرانية والحرب الأهلية اللبنانية ثم غزو العراق للكويت وما تبعه من تراجع كبير في الاقتصاد بسبب تكاليف الحرب وتدن في أسعار البترول، ثم واجهت الدولة بداية موجات التطرف والإرهاب التي تمثّلت بتفجير العليا عام 1415هـ وما تلاها من تنامي مد الإرهاب في السنوات التالية.
وواجه الملك عبد الله ما تبقى من موجة الإرهاب بحزم وقوة إلى أن تم القضاء على عليها ثم انصرف إلى البناء والتنمية بخطوات واسعة ومؤثّرة.
ويشهد عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان موقفاً حازماً في مواجهة المد الإيراني الصفوي في اليمن وغيرها تمثّل في انطلاق (عاصفة الحزم) متزامنة أيضاً مع انطلاق التحول الوطني ورؤية 2030م.
وتصدى لمشاريع التخريب والفوضى في المنطقة العربية ومجابهة أطماع وأحقاد نظام ولاية الفقيه.
رحم الله من مات من ملوكنا، وأطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأمدهما بعونه ونصره.