«الجزيرة» - أحمد القرني:
أدان معالي المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة ما تقوم به الميليشيات الحوثية الانقلابية بحق العمل الإنساني في اليمن من انتهاكات صارخة ومتكررة دأبت عليها، ودعا المجتمع الدولي إلى مواجهتها.
وقال الدكتور الربيعة خلال مشاركته أمس في ندوة بعنوان «مستجدات الوضع الإنساني في اليمن» عُقدت في مقر مجلس العلاقات الأمريكية - العربية في العاصمة الأمريكية واشنطن: إن الانتهاكات الحوثية تجاوزت كل الحدود وتعددت ما بين استخدام أسلحة مضادة للطائرات وسط الأحياء والمواقع المدنية، وزرع الألغام في المناطق اليمنية، والتجنيد القسري للأطفال، وحجز سفن المساعدات والقوافل الإنسانية والاستيلاء عليها وبيع المساعدات أو تخصيصها لأغراض عسكرية، وترهيب العاملين في الحقل الإِنساني، فضلاً عن قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين وغيرها من المنشآت المدنية، مما أدى لوقوع وفيات وإصابات في صفوف المدنيين وخسائر جسيمة في الممتلكات وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها أو منعها.
وذكر الدكتور الربيعة الاعتداءات الحوثية التي طالت أراضي المملكة ونتج عنها استشهاد 113 مدنيًا وإصابة 1.030 شخصًا ونزوح 20.357 مواطنًا سعوديًا وتضرر 41 مدرسة وقصف 6 مدارس و20 مسجدًا، مبينًا ما حصل من شن الميليشيات هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشأتين نفطيتين في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض وإحدى وحدات معامل الغاز الخاص بحقل الشيبة البترولي شرقي المملكة، ومطاري أبها وجازان.
وواصل معاليه أن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة إلى اليمن منذ عام 2015 م قد بلغت 14 مليارًا ونصف المليار دولار أمريكي، قُدم من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة ملياران و269 مليونًا و975 ألف دولار، وترتكز مشروعات المركز على معايير الإنسانية وعدم التحيز والاستقلالية والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية واحترام القانون الدولي لحقوق الإِنسان، ومنفذة بالتعاون مع 80 شريكًا من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، مشيرًا إلى إنجاز 368 مشروعًا في اليمن حتى الآن خصصت 143 منها للمرأة بقيمة 317 مليونًا و152 ألف دولار، و150 مشروعًا للطفل بقيمة 483 مليونًا و107 آلاف دولار.
وتناول الربيعة بعض المشروعات النوعية للمركز في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي تمكن من نزع 87.781 لغمًا حتى أغسطس 2019م، في محافظات مأرب وعدن وتعز وصنعاء والجوف والحديدة ولحج وشبوة، عبر 400 متخصص يتولون تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، وإنشاء مراكز الأطراف الصناعية التي تقوم بتعويض من فقدوا أطرافهم جرّاء تلك الألغام والصواريخ، وإعادة تأهيلهم للتأقلم مع الأطراف الصناعية المناسبة التي تساعدهم في ممارسة حياتهم الطبيعية.
وتطرق معاليه إلى قضية الأطفال المجندين الذين استدرجتهم الميليشيات إلى جماعتها، وزجّت بهم في أتون صراعاتها العسكرية، الأمر الذي قد يصنع منهم قتلة مأجورين وخطرًا على الأمن والسلم المحلي في اليمن والإقليمي والدولي ليصبحوا أدوات إرهابية خطرة دون وعيهم كونهم أطفالاً، ليقوم المركز بإطلاق مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين الذي نجح في إعادة تأهيل مئات الأطفال المجندين وإرجاعهم إلى ذويهم وبيوتهم ومدارسهم.
وبيّن الربيعة أن المركز نفذ في اليمن في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بالشراكة مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية 55 مشروعًا في قطاعات الأمن الغذائي والإيواء بقيمة 544 مليونًا و118 ألف دولار، و15 مشروعًا في قطاع المساعدات الصحية والبيئية بقيمة 159 مليونًا و534 ألف دولار، و11 مشروعًا في قطاع الدعم المجتمعي بقيمة 49 مليونًا و868 ألف دولار، كما قدمت دول تحالف دعم الشرعية في اليمن مبلغ 18 مليارًا و600 مليون دولار شملت مختلف القطاعات الإنسانية والإغاثية.